بهاء الدين قراقوش بن عبد الله الأسدي الرومي المالكي الناصري كان قائدًا عسكريًا عظيماً من رجال صلاح الدين الأيوبي وحارس الدولة الفاطمية، قام بأعمال جليلة وفاضلة ونافعة للشعب وللوطن سجلها له التاريخ ورغم أنه كان يحظى بتقدير كبير من قبل المعاصرين والمؤرخين، إلا أن سمعته بعد وفاته تم تشويشهها وتقبيحها تقليلاً لشأنه باعتباره ملكًا غبيًا ومستبدًا، ومثل ذلك حدث كثيراً في الساحة الإعلامية السودانية إبان وأثناء قيام حرب 15 إبريل 2023 الحالية، والتي تدور رحاها حتى الآن حيث إنها تعج بإعلام قراقروشي بمعنى الكلمة والمحتوى.. ولا يحمل مثقال ذرة من الأمانة الصحفية والإعلامية وكثير من الذين يخوضون في بحر هذا الإعلام من متحدثين وإعلاميين ينتهجون نهجاً إعلامياً بعيداً جداً عن الحقيقة والصدقية ومصلحة المواطنين الذين يعانون من هذه الحرب بالتهجير والنزوح وقلة الحيلة والمعيشة. .. وكل يغرد وينافح ويعدد براهينه على حسب ما يرى ويؤيد ويساند والمراقب الحصيف يتبين له المقصد غير الأمين والصادق لما يُبث وينشر ويُذاع خاصة في بعض القنوات الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي والفيس بوك حتى وصل الحال إلى الإساءة إلى الآخر بقلب الحقائق بحقد وكراهية باستخدام الذكاء الاصطناعي..
ومثل هذا النوع من الإعلام القراقوشي المشوه للآخر دون وجه حق يجد للأسف الشديد من يصدقه من ذوي المصالح وقاصري الرؤية والعفويين الذين يُقادون بسهولة دون تروٍ ولا بعد نظر مما أطال أمد الحرب وتعثر حلها لا انتصاراً ولا سلماً إلى مايقرب من الثلاث سنوات…
ومن سلبيات مثل هذا الإعلام أنه يؤزم مشكلة الحرب ولا يحترم الرأي الآخر ويلجأ أحياناً إلى الإسفاف والأساليب الجارحة لمن ينتقد وجهة نظره أو تصرفه لعجزه عن نهج الموضوعية وايجاد السند الحقيقي والإثباتات التي تدل على سلامة وصحة مايقول ويدافع عنه.. وإنما فقط يهدف من نقده الكاذب والمعادي للآخر لا إلى حل قضية الحرب حسب الصالح العام بل لإسكات من يقصده لتحجيمه وتسليط الضوء نحوه بعدم الرضا عنه بكسب وقوف قاصري الرأي معه كما أن هذا الإعلام غير الصادق وسيلة ضارة للشعب لبثه ونشره للأفكار والآراء ووجهات النظر والتوجهات المضللة في أمر ضروري وحساس هو مشكلة حرب يعاني منها الوطن وشعبه الذي مسته في أهله وأبنائه وعزته وكرامته وكل ما يملك…
