عائشة موسى: الشراكة بين العسكريين والمدنيين أقوى أدوات التغيير والحماية من انتكاسة الديموقراطية

عائشة موسى: الشراكة بين العسكريين والمدنيين أقوى أدوات التغيير والحماية من انتكاسة الديموقراطية
عائشة موسى
  • 01 سبتمبر 2019
  • لا توجد تعليقات

رصد- التحرير- اندبندنت العربية

حوار: إسماعيل محمد علي

أبدت عضو المجلس السيادي في السودان عائشة موسى السعيد، في حديث خاص مع “إندبندنت عربية”، تفاؤلها بتحقيق السلام سريعاً في مختلف مناطق البلاد، انطلاقاً من الشخصية السودانية المشهود لها بالتسامح. 

أما في الشأن الاقتصادي، فالأمر مختلف، وترى أنه “من الصعب أن يُعالج ما أصاب الاقتصاد السوداني من تدهور في يوم وليلة”. فالمهمة، وفقها، “تحتاج إلى وقت وصبر وجهد وتضافر جهود شعبية وحكومية”. 

وتصف السعيد الشراكة القائمة بين العسكريين والمدنيين بأنها “أقوى الأدوات للتصحيح والتغيير والحماية”، مؤكدة أن “هذه الشراكة ستكشف وسترجع كل شيء إلى مكانه الطبيعي”. 

وفيما تشير إلى أن الحفاظ على الديموقراطية يعد هاجساً في ظل الدولة العميقة وتغلغل النظام السابق في مفاصل الدولة، تؤكد “استعداد الحكومة لاقتلاعها من جذورها والوصول بالبلاد إلى بر الأمان”. وتلفت إلى أن حكومتها “ستتبع سياسة التوازن في علاقاتها الخارجية مع دول العالم”. 

دور المرأة 

تنطلق السعيد من اعتبار أن “الحكومة المدنية انتظرها الشعب السوداني طويلاً ودفع من أجلها الغالي والنفيس، وهذا دين في أعناقنا، ودافع لبذل جهود أكبر لتحقيق أهداف الثورة وشعاراتها”. 

تضيف “للمرأة السودانية دور كبير في نجاح الثورة، والآن وصلت إلى أعلى جهاز في الحكم، وهذه بداية ظهورها بشكل مكثف في أجهزة الحكم الأخرى بمستوياتها الثلاثة، السيادية والتنفيذية والتشريعية، وهو بلا شك أمر طبيعي كان من المفروض أن يحدث منذ سنوات طويلة وقبل حكومات عديدة، خصوصاً أن المرأة السودانية دخلت البرلمان بالانتخاب بعد ثورة أكتوبر (تشرين الأول) 1964، وتوالى ظهورها في القضاء ومرافق الدولة الأخرى، ولولا فترة الـ30 سنة من الحكم القسري الذي فرض على هذا الشعب وما صاحبه من عنف، لا سيما على المرأة لكانت وصلت إلى قمة الدولة”. 

وتختم “تدرجت المرأة السودانية ببطء ووصلت إلى مستويات متقدمة، لكن ليس بالقوة التي نتمناها، وأتوقع في الانتخابات المقبلة بعد انتهاء الحكم الانتقالي أن يكون وجودها بقوة، وأن تتخطى نسبة 50% في مختلف أجهزة الحكم ووظائفه المختلفة”. 

هموم الشارع 

وتقول السعيد “هموم المواطن السوداني، في العيش والمسكن والمأكل والمشرب، هاجسي وهمي الأكبر، ولن نتقاعس عن السعي من أجل تسهيل الحياة، وأعتقد أنه لا بد من أن يكون لدينا أمل في السلام وتحقيق العدل، لكن يظل العيش الكريم المشكلة الأساسية في حياتنا، وهي في نظري مشكلة يمكن حلها سريعاً إذا ما تم استغلال مواردنا بصورة مثالية وتم استرداد الأموال المنهوبة من عناصر النظام السابق ووجهت في القنوات المفيدة التي تحتاج إليها”. 

وتعتبر أن “من أكبر الضرائب التي دفعها الشعب السوداني خلال فترة 30 سنة الماضية تدهور التعليم”، لافتة إلى أن التعليم هو السلاح الأول والأمضى في محاربة كل ما فقدناه وكل ما حدث في المجتمع السوداني من فقر ومرض وتخلف وانتهاكات للحقوق الأساسية للإنسان، خصوصاً النساء والأطفال. 

تضيف “بالتعليم نقضي على أشياء كثيرة جداً يعانيها مجتمعنا، وأعتقد أن سلاحنا الأهم للسلام هو التعليم”. وتعرب عن أملها أن يُراجع التعليم ابتداء من المبنى ونوعية الأكل والمشرب وتدريب المعلمين وتوفير الأدوات، فضلاً عن إجراء تغييرات جذرية في المناهج التي تعرضت لتشوهات بسبب التغييرات غير الفاعلة والمضرة خلال العهد السابق”. 

الشراكة الداخلية والعلاقات الخارجية 

وتصف السعيد الشراكة القائمة بين العسكريين والمدنيين بأنها أقوى الأدوات للتصحيح وللتغيير والحماية من الانتكاسة في الديموقراطية، حيث ستكشف وترجع كل شيء إلى مكانه الطبيعي، مؤكدة أن العسكر كانوا قديما يعتبرون مثلاً أعلى في المجتمع السوداني لما يحمله الجيش من مفاهيم جميلة، معربة عن أملها بأن تعود العسكرية إلى مكانها الطبيعي المعروف بحفظ الأمن والسلام والطمأنينة. 

وتعليقاً على كيفية الخروج من العزلة الخارجية التي يعانيه السودان بسبب سياسات النظام السابق، أوضحت “التوازن سيحدث في علاقاتنا الخارجية مع دول العالم، ونعرف صليحنا من عدونا، كما يقول الشعراء، فأعداؤنا قلة، ولنا كثير من الأصدقاء في العالم وهم يتابعون تجربتنا بإعجاب ويعلمون أن هذه البلاد مليئة بالخيرات والكنوز، وبالتأكيد أن خبرة رئيس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك وعلاقاته ستسهمان في إعادة علاقات بلدنا مع دول العالم أكثر قوة ومتانة”. 

السلام والاقتصاد 

وفيما يتصل بقضيتي السلام والاقتصاد تقول السعيد “أعتقد أن هذا الملف سيتحقق سريعاً، وكما يقول المثل السوداني الشعبي (التسوي تلقاه)، أي ما تفعله من خير تجده، فإن الشعب السوداني بطبعه متسامح ويسعى دائماً إلى الخير وتحقيق السلام والوفرة للشعوب الأخرى التي هاجر إليها، وبالتأكيد إن عودة الطيور المهاجرة إلى السودان ستنهض بالاقتصاد الوطني لما تمتلكه من رؤوس أموال وخبرات، إضافة إلى السياسات النقدية والمالية المنتظر تطبيقها من الحكومة الجديدة، وبلا شك ستكون هناك أولويات وضروريات سيتم تنفيذها، فضلاً عن أن تقليص النفقات الحكومية. ولذلك أهم شيء أن يكون هناك وعي من المواطنين فيما يحدث حولهم، فلا بد أن يعرفوا أن هناك تنازلات يجب أن تحدث وبالتالي يجب أن تتواضع الطلبات، ونحن لا نتوقع أن يتم معالجة هذه الأمور في يوم وليلة، فإنها ستحل بالتدريج وبتضافر الجهد الشعبي والحكومي”. 

أما بالنسبة إلى كيفية المحافظة على الديموقراطية، فتؤكد السعيد “أن مسألة الحفاظ على التحول الديموقراطي كنهج حكم في السودان يعد هاجساً في ظل الدولة العميقة للنظام السابق، التي بالفعل تعمقت في مفاصل الدولة، وبدأنا كل يوم نكتشف أن هذه الدولة العميقة ذهبت إلى أبعاد أعمق ساعية إلى الانقضاض على الديموقراطية، لكن نسيت أن الحفر صناعتنا، وكلما حفروا ودفنوا سيجدوا من يحفر لهم ويقتلعهم غير مأسوف عليهم”. 


التعليقات مغلقة.