مليونية ( تنفصل بس )

مليونية ( تنفصل بس )
  • 24 سبتمبر 2020
  • لا توجد تعليقات

يوسف السندي

تحدث في الخرطوم اليوم الخميس فعاليتان أحدهما احتفال في قاعة الصداقة بمناسبة توقيع اتفاق سلام جوبا بين الحكومة الانتقالية والجبهة الثورية، والثانية في ساحة الحرية لدعم فصيل الحلو المسلح الذي يفاوض في حكومة الثورة ويسعى لتركيعها وتركيع الشعب السوداني. يدعم احتفال فصيل الحلو في ساحة الحرية سكرتارية تجمع المهنيين الجديدة ( احدي لافتات الحزب الشيوعي) والحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل الذي سقط مع الإنقاذ وبعض أحزاب الفكة وعدد محدود من لجان المقاومة المخترقة من الحزب الشيوعي. وهو انطلاق واضح لتحالف جديد يضم الشيوعيين والاتحاديين والحركة الشعبية جناح الحلو.

التحالف الجديد يمكن أن نسميه تحالف الانتهازيين والبندقية، كل فصيل يدخل هذا التحالف لتحقيق اهدافه الذاتية التي لا علاقة لها باهداف الثورة ولا اهداف الشعب السوداني، فالاتحادي الأصل بعد سقوطه مع البشير يبحث عن العودة للواجهة السياسية، بينما سكرتارية تجمع المهنيين الجديدة وبعد اختطافها للتجمع بانتخابات مزورة أقصتها من المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير وجعلت الجميع يفر منها كما يفر الصحيح من الاجرب، تحاول أن تعود مجددا لقيادة الشارع عبر استخدام خطاب السلام والهامش، بينما يسعى الحلو للاستقواء بهؤلاء لفرض منهجه في السلام المعتمد على ( لوي الذراع)، إذ تطالب الحركة بتحويل السودان إلى دولة علمانية او انفصال جبال النوبة!!

من المخزي ان صفحة تجمع المهنيين التي قادت الثورة تحتفي باحتفالية ساحة الحرية التي سيخاطبها الحلو وقد يخاطبها ايضا ممثل عن الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، وقد يكون ممثل الاتحادي الاصل هو حاتم السر صاحب الخطاب الشهير لدعم البشير في مليونية ( تقعد بس ) في يناير من عام ٢٠١٩، ولن نستغرب أن يخاطب حاتم السر مليونية الخميس هاتفا للحلو ( تنفصل بس ) كما هتف من قبل للبشير قائلا ( تقعد بس )، ليردد معه بقية الانتهازيين من لافتات الحزب الشيوعي، وتكون النتيجة في النهاية الانفصال.

تظن سكرتارية تجمع المهنيين وحزبها الشيوعي والاتحادي الأصل أن الانبطاح للحلو وتوقيع الاتفاقيات معه وتطبيق العلمانية سيقود إلى السلام، وهم مخطئون، فالحلو لا يريد سلاما، بل يريد الانفصال. من أراد تغيير هوية وتاريخ شعب كامل لا يمليء شروط هذا التغيير من خلال اتفاقية سلام ثنائية، بل يستهدف بهذا التغيير قناعات الجماهير ويطرح تلك الرؤية في مؤتمر دستوري يمثل فيه كل الشعب السوداني، ووقتها اذا ارتضى ذاك المؤتمر تحول السودان إلى دولة علمانية او دينية أو خاطفة لونين فإن هذا سيسود على الجميع، أما محاولة تركيع الشعب بالسلاح وتغيير هوية الدولة بالغصب، فهي محاولة بائسة لن تقود إلا إلى خسارة صاحبها، فهذا الشعب لا يستطيع أحد أن يفرض عليه شيئا غصبا عنه، وأمامكم البشير والحركة الإسلامية فأسالوهما ان استطاعا ذلك.

انتهى عهد التمرد وحمل السلاح، وجاء عهد النضال المدني، انتهى عهد استخدام المواطنين دروعا بشرية، وانتهى عهد الاستقواء بالعالم الخارجي على الوطن، في ظل دولة الثورة والحريات متاح للجميع النضال المدني وتحرير عقل الجماهير والدفاع عن الأفكار والمبادئ في الشوارع والصحف والإذاعات، فإن كان الحلو او عبدالواحد او غيرهما قادة تحرر بالفعل فلياتوا ليعرضوا بضاعتهم داخل الوطن، وليقودوا ثورتهم بالسلمية من داخل السودان، كما فعل مارتن لوثر كنيج وغاندي ومانديلا وكما فعلت الأحزاب السياسية السودانية امام عبود والنميري والبشير، فالحقيقة أن النضال السلمي المدني في السودان قد استطاع الإطاحة بثلاث دكتاتوريات بينما لم تفعل بندقية الحركات المسلحة سوى أنها هجرت سكان مناطق الحرب ويتمت أطفالها وصادرت الأمن والأمان.


sondy25@gmail.com

التعليقات مغلقة.