عاصمة جديدة في مدينة أخرى

عاصمة جديدة في مدينة أخرى
  • 12 أكتوبر 2020
  • لا توجد تعليقات

بشير إدريس محمدزين

• ما الذي يمنع أن تتحوَّل العاصمةُ القومية، وفوراً، إلى مدينة أخرى غير الخرطوم؟!

• ما عيب مدينة الأبيض، أو مدني، أو سنار، أو نيالا مثلاً، أو الفاشر؟!

• لماذا تُصِر الحكوماتُ المتعاقبة على العيش فوق كومةٍ من الزبالة، والقذَر، والنتانةِ، والفوضى، والتساكُن مع جيوش الذباب، والناموس، والأغنام، والحمير، والغُبار، والدخاخين، وطفح المجاري، ورَوَث الناس والدواب؟!

• فلتتحول هذه العاصمة المكتظة، المحتقنة، المنخنقة، الطافحة، وفوراً، إلى مدينةٍ أخرى، ومن أراد أن يلحق بالعاصمة الجديدة من السفارات والهيئات والمنظمات فمرحباً به..وشيئاً فشيئاً تنمو العاصمة الجديدة، وتَتَنظم، وتنتظِم كأيِّ مدينةٍ جديدة، وعلى أسسٍ علميةٍ حديثةٍ، وعصرية، ومواكبة، وبعد عشر سنوات ستكون معالم وجماليات العاصمة الجديدة قد بدأت في البروز ؟! ولا بأس أن يتم كلُّ ذلك بالتدريج، كأن تنتقل الوزارات والمنظمات والمؤسسات والوكالات واحدةً بعد الأخرى !!

• إبدأوا بوزارات الدفاع والخارجية والتجارة والشباب والرياضة، وكل الوزارات والهيئات التي ربما لا يزورها المواطن العادي في حياته قط ولا مرةً واحدة..

• لماذا تكون وزارة الدفاع في قلب العاصمة مثلاً، وما دخل المواطن العادي الكادح الباحث عن لُقمة عيشِه بوزارة الدفاع؟! بل لماذا تكون قيادات الأسلحة كلها بالعاصمة؟!

• متى، بالله عليكم، زار أحدُكم وزارة التجارة الخارجية، أو الشباب والرياضة مثلاً، أو وزارة الإعلام ؟!!

• هل ستكون مدينة الأبيض بعيدةً مثلاً؟! بعيدة لمن، ومن ماذا ؟!

• في كل دول العالم تُقدَّم طلبات الخدمة لكلِّ شئ، وتُجاز، وتُتخذ بشأنها القرارات إما إلكترونياً أو بالفاكس أو بأي وسيلةٍ أخرى متاحةً من على البعد، فلماذا يسافر شخصٌ مثلاً من الفاشر أو القضارف أو كسلا أو دنقلا إلى الخرطوم ليستخرج رخصةً تجارية، أو تأشيرة خروج أو دخول، أو لإجراء عمليةٍ جراحية في الإصبع ؟!

• عندما تنتقل الوزارات والمؤسسات والهيئات إلى الأقاليم سينتقل معها العلماء والأطباء، وستنتقل الجامعات والمستشفيات، أو ستفتح لها أفرعاً هناك، ولن يضطر المواطنون بعد ذلك للإنتقال إلى الخرطوم لإجراء عملية الإصبع فيها !!

• إبدأوا بالتأسيس للحكومة الإلكترونية بنقل العاصمة القومية تدريجياً إلى مدينة الأبيض، وأنقلوا أولاً الوزارات الخاملة التي لا يعرف تسعون بالمائة من أهل السودان ماذا تفعل، وجرِّبوا فيها هذه الفكرة، ثم أنقلوا بقية الوزارات وهياكل الحكومة الأخرى بالتدريج أو جزئياً..

• لم تعُد أحسن الجامعات في الخرطوم فقط، ولقد أصبح مألوفاً لنا في بلاد الغرب أن نلاقي العلماء والأطباء والمهندسين والناجحين، وقد تخرجوا في جامعاتٍ إقليمية سودانية، ومن مدن نائية في السودان، في إحدى الأقاليم الغربية، أو الشرقية، أو الشمالية، فلماذا يُرسِل المغتربون مثلاً أبناءهم ليدرسوا في الخرطوم، ولماذا تم تأسيس جامعة المغتربين بالأساس بهذه العاصمة القبيحة ؟!

• هناك بِنياتٌ تحتيةٌ راقيةٌ ومعقولة لتأسيس هياكل حُكم مركزية في كل عواصم الأقاليم، كما في مدينة الأبيض، فلماذا لا تتخذ الحكومة الإنتقالية قراراً جريئاً واحداً صائباً، سيذكرها به الناس، في زحمة الخيبات والعجز والفشل التي يعيشها الناس في ظلالها منذ مقدِمِها ؟!

• عجزٌ حكوميٌّ، وفشلٌ، وشللٌ، وقُبحٌ، وجوعٌ، وصفوفٌ، في كومةٍ من الزبالةِ إسمها الخرطوم يساوي شنو بالله؟!
والله العظيم لا أجد وصفاً مناسباً !!!

التعليقات مغلقة.