الشيخ عبد المجيد عبد الرحمن سوار ومسيرة التعليم في السكوت والمحس

الشيخ عبد المجيد عبد الرحمن سوار ومسيرة التعليم في السكوت والمحس
عبدالمجيد سوار
  • 31 أكتوبر 2020
  • لا توجد تعليقات

محمد مصطفى فرح

الشيخ عبد المجيد عبد الرحمن محمد سوار من أبكار المعلمين في السودان الحديث والذي تتلمذت على يديه أعداد غفيرة من متعلمي منطقة النوبة والسودان الكبير. ولد عام 1903م. درس بعبري الأولية (تأسست 1910م وافتتحت على يد الناظر محمد الأمين مكي) ثم التحق بمدرسة العرفاء (مدرسة إعداد المعلمين) وتخرج فيها حوالي العام 1922، وقيل 1920. وكانت مدرسة العرفاء تتبع لكلية غردون التذكارية وأصبحت بعدها نواة لمعهد التربية ببحت الرضا الذي تأسس في عام 1934 م، على يد المستر قريفيث (Mr. Griffiths). وفي أكتوبر من العام 1934 تم نقل مدرسة العرفاء من كلية غردون إلى بخت الرضا بالقرب من الدويم.

عقب تخرجه عمل الشيخ عبد المجيد معلما بمدرسة دبيرة الأولية، ومن تلاميذه الأستاذ جمال محمد أحمد وزير الخارجية في عهد نميري وشقيقه رجل الأعمال الشهير محجوب محمد أحمد. وبعدها عمل بعبري ودلقو معلما ثم نقل إلى مدرسة التوفيقية بوادي حلفا ناظرا وقضى بها نحو أربع سنوات. بعدها عمل ناظرا بدلقو، ثم نقل لعبري ناظرا حوالى سنة 1944 وقضى بها نحو 4 – 6 سنوات. ومن عبري نقل لبربر ضابطا للتعليم حتى بداية 1955 ومنها نقل لمدينة الدويم كضابط تعليم حتى تقاعده في المعاش في نهاية 1958.

ويذكر أن الشيخ عبد المجيد هو الوحيد في المنطقة الذي منح “كسوة الشرف الدينية للعلماء” كما السيدين علي الميرغني وعبد الرحمن ألمهدي. والشهادة معلقة في منزله بتبج. كما أن ملفه محفوظ بدار ألوثائق المركزية.
كان الشيخ عبد المجيد مشاركا نشطا في العمل العام ولاسيما في كل ما يتعلق بالتعليم، ويذكر أنه كان رئيسا للجنة المكلفة بإنشاء مدرسة عبري الوسطى التي بدأت كمدرسة أهلية عام 1952 وتحولت إلى أميرية عام 1954.
كما سبق فقد عمل الشيخ عبد المجيد معلما بمدارس عديدة بحلفا ودلقو وعبري، فارتبطت سيرة التعليم بمنطقة حلفا والسكوت والمحس باسمه لدوره المتعاظم فلا يذكر التعليم إلا مقرونا باسمه. وله يدين العديد من المتعلمين من جيل الآباء الذين سطع نجمهم في الحياة العامة السودانية وتبوأوا مراكز متقدمة كل في مجال تخصصه.

مدرسة دبيرة الأولية كانت من أولى المدارس بمنطقة حلفا وإن لم تكن أولاها وقد بناها العمدة عيسى عبده والد العمدة صالح عيسى (صالحين) على حسابه الخاص ونسبة للطلب المتزايد على التعليم فقد افتتحت بنهرين. أما مدرسة دلقو الأولية فافتتحت أولا عام 1912 ولكنها أغلقت عقب ثورة 1924 عقابا لاشتراك الضابط البطل سيد فرح ابن عمدة دلقو في ثورة 1924 المسلحة بقيادة عبد اللطيف ألماظ، فأقفلت وتم نقلها إلى كوكا وافتتحت عام 1924 ، وكان السيد عوض الكريم أول ناظر بكوكا. ويبدو أنها لم تجد التعذية الكافية نسبة لعدم وجود داخلية فأغلقت. وفي العام 1937م أعيد افتتاح مدرسة دلقو الأولية على يد الناظر عوض حمور وهو من جزيرة حمور بالقرب من الغابة بدنقلا، وخلفه الناظر إبراهيم محمد مختار وهو من أمنتقو بدنقلا ثم جاء الشيخ/عبد المجيد عبد الرحمن من عبري- تبج ناظرا بعده.

أما مدرسة عبري الأولية فبدأت كمدرسة أهلية عام 1907 (وفي رواية 1908)، ثم تحولت إلى مدرسة حكومية وافتتحت عام 1910م على يد الشيخ/محمد الأمين مكي وهو من أم درمان وقيل الدامر. وكان من أوائل المعلمين بها الشيخ/أحمد محمد بدري والد الاستاذ محمد أحمد بدري (تبج) والشيخ/أحمد محمد هاشم (صاي)، والشيخ/سيد أحمد صالح (صاي). كما تعاقب على إدارتها الناظر الشيخ/محمد مكي والد الأستاذ عبد المجيد محمد مكي (قبة سليم)، والشيخ/عبد الله عبد الماجد والد الأستاذ صادق عبد الله عبد الماجد، والشيخ/سيد أحمد محجوب (كويكة)، والشيخ/إبراهيم محمد حاكم (كويكة)، والشيخ/حسن على حجي (صاي) والد الأستاذ الرمز عبد العزيز حسن علي، والشيخ/هاشم علي كرار (صاي)، ثم جاء بعدهم الشيخ/عبد المجيد ناظرا وعمل بها فترة طويلة انتقل بعدها ضابطا للتعليم بالدامر. ومن المعلمين والنظار الذين ارتبطت اسماؤهم بمدرسة عبري الأولية أيضا نذكر منهم الشيخ/محمد أحمد خاطر الشهير بشيخ خاطر (عبري)، والأخوين الشيخ/محمود أحمد هاشم وشقيقه الشيخ/حسن أحمد هاشم (صاي)، والشيخ سيد محمد داود (صاي) والشيخ محمد داود بدري (صاي)، والشيخ/محمد رجب (حلفا)، والشيخ/عبده (حلفا).

كانت مدرسة عبري منارة منذ نشأتها الأولى فقد تخرج فيها رواد كان لهم دور مشهود في بناء السودان الحديث بدءا بالمهندسين الثلاثة السادة/ أحمد علي خليل (عبري)، وتوفيق شيخ إدريس (كويكى)، ومحمد إبراهيم شريف (عبري)، ومرورا بمن جاءوا بعدهم، ونذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر: البروف عمر محمد عثمان مدير جامعة الخرطوم الأسبق (عبري) والأستاذ محمد متولي بدر رائد اللغة النوبية الذي أكمل تعليمه بمصر (تبج)، والدكتور محمد عبد الحليم محجوب مدير شؤون الخدمة والرقيب العام (تبج) ونائب وزير النقل والسيد عبد الودود حسين من أوائل المحافظين فى السودان (عمارة)، والبروف محمد إبراهيم أبو سليم مؤسس ومدير دار الوثائق المركزية (سركمتو)، والبروف نجم الدين محمد شريف مؤسس ومدير متحف السودان القومي بالخرطوم (كويكى)، والسيد/محمد ميرغني المبارك وزير الخارجية السابق (كويكى) والعميد أركان حرب عبد الرحيم سعيد كبير الياوران في عهد نميري ومدير قاعة الصداقة (نلوتى)، والسيد محمد كيلاني همد وكيل وزارة التجارة والمدير العام ورئيس مجلس إدارة مؤسسة الحبوب الزيتية (صاي)، والسيد محمد خير عثمان وكيل وزارة التجارة والمدير العام لشركة الجزيرة للتجارة والخدمات (صاي)، والأستاذ الجامعي الدكتور فتحي المصري وأشقاؤه الدكتور عباس المصري والدكتور شوقي المصري (عبري) وقائمة طويلة لا يسع المجال لذكرهم جميعا هنا فمعذرة.
خلفية عائلية

ينتمي الشيخ عبد المجيد إلى عائلة سوار ومركزهم قرية عطب شمالي عمارة. ويرجع آل سوار بنسبهم البعيد إلى عرب العبدلاب ولهم فرع بدنقلا وآخر بأم درمان. سوار الكبير أنجب كلا من: محمد سوار وحسين سوار. وإلى محمد سوار ينتسب الشيخ عبد المجيد وشقيقته هانم (زوجة القاضي حسين سوار ووالدة عبد الودود حسين ومحمد حسين). أما أعمامه وعماته فهم: بدري محمد سوار وخليفة وخليل وسكينة ومد الدار محمد سوار وتنتشر سلالتهم بقرى تبج وعبري وعمارة وعطب وجزيرة صاى.

الشيخ عبد المجيد تزوج هجرة سيدأحمد عثمان شيخ إدريس شقيقة الشيخ عبد الرحمن سيدأحمد وأنجب كلا من: الأستاذ محمد عبد المجيد والدكتور عبد الرحمن وتاج السر وفاطمة (زوجة حسن على خليل محمد سوار)، ونفيسة (زوجة سيد على خليل محمد سوار)، ومنيرة (زوجة أحمد علي همد من عطب)، ومبروكة (زوجة الدكتور فتحي حسن المصري)، وشريفة (زوجة الدكتور عثمان عبده)، وزينب (زوجة مصطفى حسن كاشف الشهير بمحسوب)، وعائشة (زوجة الدكتور عبد الله محمد يوسف علقم من القضارف).
توفي إلى رحمة مولاه في 28 أكتوبر 1987م.
هذه سيرة موجزة لرمز من رموزنا وقامة من قاماتنا السامقة كان له دور مشهود في نشر التعليم في السودان الكبير عامة ومنطقة حلفا والسكوت والمحس خاصة. رحمه الله رحمة واسعة.

الرجاء من القراء الكرام تصويب ما قد يرد من خطأ فيما ورد أعلاه ومرحبا بأي إضافة.
مع تحيات (أبو مصطفى)

ملحوظة:

قمت بتحديث السيرة وإضافة معلومات عن مواقع عمل الشيخ عبد المجيد كما أضيفت معلومات عن مدارس دلقو المحس. والشكر موصول لأستاذي الجليل محمد عبد المجيد عبد الرحمن الذي أمدني بالمعلومات الجديدة أطال الله عمره ومتعه بالصحة والعافية. ويمتد شكري لاخي (دفعة) تاج السر عبد المجيد الذي أمدني بصورة الوالد المنشورة هنا.

التعليقات مغلقة.