لقد تشابه علينا البقر

لقد تشابه علينا البقر
  • 28 نوفمبر 2020
  • لا توجد تعليقات

لم نعد نفهم ما يجري في السودان ومن يتتبع الاخبار قطعا سيصاب بالدوار، وسيرتفع ضغطه، وفي نهاية المطاف سيصرخ قائلا ..لقد تشابه علينا البقر.
السودان اقتصادياً وسياسياً وصحياً أصبح في مفترق طرق عجيب. وأصبحت قناعتي كاملة أن حمدوك وحكومته قد فقدوا السيطرة على الأوضاع، وهم خارج ( الفورمة ) تماما كما يقول أهل الرياضة.

مثلا ماذا يعني أن تقول وزيرة المالية ان الدولة مفلسة وأنها تسير أمورها ( بقدرة قادر) وماذا تفعلين أنت إذن ؟ وندعو صاحب هذه القدرة التي تسير أمور دولتنا أن تقلعك اليوم قبل الغد من هذا الكرسي الذي تجلسين فيه. إذا كانت عندنا حكومة جادة كان من المفترض محاسبة هذه الوزيرة على تصريحاتها غير المسؤولة .

والمهندس خيري ( ولدنا ) الذي أشدنا به كثيراً أطلق تصريحات لا تقل غرابة من تصريحات زميلته وزيرة المالية عندما قال إن التدهور المستمر في قيمة الجنيه مقابل تصاعد الدولار سيؤثر في أسعار الوقود التجاري، وناشد الحكومة بالتدخل لوقف هذا التدهور!! وهل مناشدة الحكومة تتم عبر الإعلام أم عبر الاجهزة الرسمية داخل مجلس الوزراء الذي أنت عضو أصيل فيه يا خيري، وكما قال عادل امام في احدى مسرحياته ( مش انتو الحكومة وبتعرفوا كل حاجة ) .

ووزير الصحة ايضا فقد المنطق مع الموجة الثانية للكورونا ..الوضع الصحي متأزم للغاية، وهو لا يدري ماذا يفعل معظم المستشفيات لم تعد في استطاعتها استقبال المزيد من ضحايا الكورونا وانعدام شبه كامل للادوية في الصيدليات العامة والخاصة.

الوضع الصحي سيء للغاية لدرجة أن وزارة الصحة تطلب من منظمة خيرية أن تساعدها على دفع استحقاقات العاملين بمركز العزل بجبرة! وربما فيروس كورونا قرر في هذه الموجة ان يضرب داخل أجهزة الدولة ( شفاهم الله) ربما يدفعهم ذلك لكي يشعروا بمعاناة المواطن حتى بلغ عدد المصابين ١٩ فردا من موظفي مجلس الوزراء.

وعلى ذكر جائحة كورونا ..اين بروفسور صديق تاور الرئيس المناوب للجنة الطواريء الصحية ؟ لا أسكت الله لك حساً. أين انت والكورونا تحصد أرواح السودانيين؟ هل انتهت مهمتك بالتخلص من دكتور أكرم التوم؟! دكتور أكرم (خلاص خلاها ليك مخضرة ) ونحن في انتظار ماذا ستفعل.

وقادة الحركات المسلحة وصلوا الخرطوم قلنا خيراً ربما الخير على قدوم الواردين .. وصل كل قائد منهم تحت حراسة مشددة من أمنهم الخاص برجال مفتولي العضلات وهم يلبسون نظاراتهم السوداء، كأننا نشاهد أحد افلام العنف الهليودية، وفي استعراض غريب ومستهجن من قطاعات كبيرة من الشعب السوداني.

ملأوا أجهزة الاعلام بالكثير من الكلام المكرر عن السلام، وأنهم اتوا لتنفيذ اتفاقية جوبا … هل يعقل ان يأتي قادة الجبهة الثورية للخرطوم وهم غير متفقين على الشخصيات التي ستمثلهم في مجلسي السيادة والوزراء؟ دكتور جبريل قال لقناة الجزيرة إنهم متواصلون في اجتماعاتهم داخل الجبهة الثورية لاختيار الشخصيات التي ستمثل الجبهة الثورية داخل المجلسين .. أعتقد اأها بداية غير موفقة إطلاقاً ، ولا تبشر باي خير .

والغريب في الأمر أن قادة الجبهة الثورية كانوا ينتقدون قوى الحرية والتغيير بأنهم لم يستعدوا جيداً باختيار الوزراء والبرنامج في بداية الحكومة الانتقالية، وهاهم الآن في الوضع نفسه، ومؤكد أن اختيار من يمثل الجبهة الثورية لن يتم بهذه البساطة التي نتخيلها وستسبب أزمة داخلهم حتى ولو كانت أزمة مكتومة وستثبت لكم الأيام ما أقوله.

والحديث أيضاً يقودنا الى مجلس شركاء الفترة الانتقالية. هذا المجلس الذي لا نفهم له دوراً حتى الآن وقد شبهه أحد الاخوة بأنه شبيه بمجلس مصلحة تشخيص النظام الايراني وهو تشبيه دقيق للغاية .
عندما وقعوا اتفاقية جوبا قالوا لنا إن بنود الاتفاقية تسود على الوثيقة الدستورية، والآن قالوا لنا إن بنود لائحة تكوين هذا المجلس تسود على اي تفاسير اخرى.
بمعنى أن اتفاقية جوبا تسود على الوثيقة الدستورية، ولائحة تكوين هذا المجلس تسود على اتفاقية جوبا نفسها .. هل أحدكم لديه تفسير آخر؟

لا ادري السر في ان الجبهة الثورية تحاول أن تحطم كل شيء قبلها. استبدلوا الوثيقة الدستورية باتفاقية جوبا واستبدلوا الحاضنة السياسية ( قوى الحرية والتغيير ) بمجلس شركاء الفترة الانتقالية . اخشى انهم يريدون استبدال الشعب السوداني نفسه بشعب اخر .

حمى الله وطننا من الكورونا ومن طموحات الجبهة الثورية للانفراد بحكم السودان


رمزي المصري

التعليقات مغلقة.