مؤتمر باريس وفرص السودان للانطلاق

مؤتمر باريس وفرص السودان للانطلاق
  • 01 مايو 2021
  • لا توجد تعليقات

يوسف السندي

في ال ١٧ من مايو القادم سيقام مؤتمر باريس الخاص بالسودان، والذي تستضيفه فرنسا بمشاركة ٤٠ دولة اخرى،  وهو تجمع دولي كبير يستهدف دعم السودان وخاصة في المجال الاقتصادي، سيركز المؤتمر على إعفاء ديون السودان التي تخطت ال ٦٠ مليار دولار وجذب الاستثمارات للسودان، وهي أهداف ننتظر جميعا تحقيقها لتنطلق بلادنا، لهذا مطلوب من الحكومة السودانية ان تكون على قدر العزم وان يتم تجهيز الوفد الممثل للسودان بكل ما يلزم من أجل تقديم صورة حقيقية وواقعية ومدعمة بالوثائق والأدلة عل الفرص التي يحويها السودان. 

الحكومة الانتقالية نفذت عددا من الإجراءات الاقتصادية في الفترة الماضية تصلح دليلا على جديتها في الإصلاح الاقتصادي وفي تهيئة الأجواء للمستثمرين، حيث قامت باجراء تعديلات جوهرية على قانون الاستثمار لتسهيل الإجراءات البيروقراطية السابقة وتحفيز المستثمرين الأجانب على دخول مجال الاستثمار، كذلك تبنت جراحة مالية قاسية بتوحيدها لسعر الصرف وهو تشوه اقتصادي كان سببا رئيسيا من أسباب تخوفات المستثمرين، هذا بجانب التجديد الذي حدث في السياسات المالية لبنك السودان المركزي وخروجه من الفقه الاسلاموي الذي كبل البنوك في فترة الإنقاذ.

كشعب ننتظر من هذا المؤتمر مزيدا من الاعتراف بالسودان كدولة صديقة لا عدو، كدولة شريكة لا مارقة، عكس ما كان عليه الحال في عهد نظام المخلوع، ننتظر دعما سياسيا واقتصاديا يساعد بلادنا على تخطي ازماتها الاقتصادية والسياسية التي أوشكت ان تهدد مسار التحول الديمقراطي. العالم عليه أن لا يتردد في دعم السودان الذي يتشكل الان بصورة جديدة ومغايرة عن سودان الإرهاب والفساد بعد ثورة شعبية فريدة أطاحت بنظام أدمن الحروب والمجازر والابادات الجماعية والقهر ومصادرة الحريات. ثورة ديسمبر لو كانت في بلد غير السودان لتحولت إلى حرب أهلية طاحنة بعد العنف الذي تم مواجهتها به من قبل النظام البائد، ولكنها تمسكت بالسلمية حتى انتصرت، ولذلك على العالم المؤمن بالسلم والامن الدوليين وبالحقوق والحريات ان يدعمها حتى النهاية، باعتبارها نموذجا ناجحا لثورة حافظت على الأمن والسلم العالميين ولم تحول السودان الى دولة فاشلة أخرى وغارقة في الحروب.

لا نريد إثقال كاهل الدول المشاركة في مؤتمر باريس، لا نطلب منهم المستحيل ولا نريد العيش بالإتكال عليهم مدى الحياة، فنحن دولة غنية بالموارد، نملك اكبر مزرعة موحدة في أفريقيا والشرق الاوسط (مشروع الجزيرة)، شبابنا يشكل ٦٠% من السكان، مناخنا معتدل ويمكنه أن يزرع مئات الاصناف الزراعية في مواسم واحد، الأنهار تجري في بلادنا ونملك مياه جوفية ضخمة وأمطار غزيرة، بلادنا ترقد فوق كنوز من الذهب والمعادن، وتسرح فوق اراضينا ملايين الرؤوس من الماشية والأغنام، وفوق كل ذلك نحن شعب طيب ومتعلم وعامل، نحن نملك كل ذلك و لا نريد من أصدقاء السودان الا شراكة نستطيع بها تحويل كل هذه الثروات المهدرة والمنسية إلى ثروة حقيقية، فهل نطلب مستحيلا؟!


sondy25@gmail.com

التعليقات مغلقة.