الاغتيال الاقتصادى للأمم اعترافات قرصان اقتصادي(2)

الاغتيال الاقتصادى للأمم اعترافات قرصان اقتصادي(2)
  • 24 مايو 2021
  • لا توجد تعليقات

على احمد دقاش



يقدم الكاتب اعترافاته باعتباره قرصان اقتصادي يقوم برسم خطط لمشروعات اقتصادية في دول العالم الثالث لبناء بنية تحتية تتضمن بناء محطات كهربية وبناء سدود وتوسيع الطرق وصيانة الموانئ ويقوم بتمويلها مؤسسات اقتصادية دولية. ويصبح كل هدف القرصان إقناع حكومات دول العالم الثالث بقبول قروض لبناء تلك المشروعات المبالغ في قدراتها وإمكانياتها؛ لينتقل القرض من البنك الدولي إلى البنوك الأمريكية ولتتحمل حكومات دول العالم النامي دفع أعباء خدمة الدين الذي لم يدخل منه دوﻻرًا واحد أرض الدولة المدينة.

وتستغل الوﻻيات المتحدة الأمريكية عجز الدولة عن دفع الديون و فوائد الديون لتدفع بتلك الدول إلى مدار الهيمنة الأمريكية والتبعية الصريحة لسياساتها. وكلما نجح القرصان في إقناع الدول بالاقتراض من أجل بناء المشروعات كلما تم تصعيد القرصان في سلمه الوظيفي. ويعرض الكاتب في كتابه نماذج لقرصنة اقتصادية قام بها هو وزملائه على دول شتى منها الإكوادور وأفغانستان والعراق وبنما والسعودية وإيران.

كيف أصبح بيركنز قرصان اقتصاد؟
اُختير “جون بيركنز” سنة 1971 للعمل في شركة MAIN المختصة بالأعمال الهندسية، التي أصرَّ عميلها الأكبر وهو البنك الدولي على وجود رجال اقتصاد ضمن العاملين تكون مهمتهم تقديم توقعات اقتصادية يمكن استخدامها في تقويم الإمكانيات وحجم المشروعات الهندسية. المهمة التي فشل فيها ثلاث خبراء اقتصاديين سابقين، حيث لم يستطيعوا إعطاء توقعات اقتصادية في بلاد ليس فيها إحصائيات من الممكن الاعتماد عليها.

بالإضافة أن الخبراء السابقين وجدوا صعوبة في السفر إلى أماكن بعيدة كإندونيسيا والإكوادور وإيران ومصر، لإعداد تقارير عن النمو الاقتصادي في هذه البلاد. خلال فترة تدريبه في الشركة وقبل أن يذهب لأولى مهماته التقى “كلودين”، وظيفتها مستشار خاص في الشركة وقد أُوكلت لها مهمة تدريب بيركنز ليصبح قرصان اقتصادEconomic Hit Man (EHM)

القاتل الاقتصادي جون بيركنز

أهداف العمل تتلخص في اثنين
هكذا أخبرت كلودين “جون بركينز” -وبدون مواربة-أن أهداف العمل تتلخص في نقطتين:

أولًا:
اختلاق مبررات للقروض الدولية الكبيرة التي ستعيد ضخ المال إلى MAIN وشركات هندسية أخرى من خلال مشروعات هندسية وإنشائية ضخمة.
ثانيا:
العمل على إفلاس تلك الدول التي أخذت القروض (بعد أن تكون سددت ديونها للشركة وباقي المتعاقدين الأمريكيين بالطبع). بحيث تبقى هذه لبلاد مدينة إلى الأبد. وتصبح أهدافًا سهلة عندما تدعو الحاجة إلى خدمات كأنشاء قواعد عسكرية، تصويت في الأمم المتحدة، أو اتخاذها منفذًا إلى البترول وباقي الموارد الطبيعية.

كيف تتم الخدعة
أما عن طبيعة تلك التقارير فعليك أن تبرهن أن هذا القرض والمشاريع المُنفَّذه من خلاله ستسهم في نمو اقتصادي، يتمثل من خلال النمو في الناتج الإجمالي القومي. وللناتج الإجمالي القومي طبيعة مخادعه، فإن نموه قد يتحقق حتى لو صب في مصلحة شخص واحد، شخص واحد أو حفنة من الأشخاص يزدادون غنًا حتى لو أغلبية السكان تقع تحت خط الفقر.

لكن من الناحية الإحصائية البحتة فذلك يعد نموا اقتصاديا حيث زاد الناتج الإجمالي المحلي بثراء الأغنياء.
مهمة القاتل الاقتصادي أو قرصان الاقتصاد
أيضا مهمة القرصان الاقتصادي هي تشجيع زعماء العالم ليصبحوا جزءًا من شبكة اتصالات واسعه، تروج لمصالح الولايات المتحدة التجارية. وفي النهاية يقع هؤلاء القادة في شراك الديون لضمان خضوعهم، ليتم الاعتماد عليهم اقتصاديًا وسياسيًا وعسكريًا. أما هم في المقابل فيدْعَمون مكانتهم السياسية بإنشاء محطات توليد كهرباء ومنشئات صناعية ومطارات لمواطنيهم .

التعليقات مغلقة.