(النوبة) دراسة انثروبولولجية عن قبائل النوبة ( بكردفان )

(النوبة) دراسة انثروبولولجية عن قبائل النوبة  ( بكردفان )
  • 25 أغسطس 2021
  • لا توجد تعليقات

د. عثمان البشري

أهداني الحبيب الأستاذ ( العالم ) ، العالم احمد دقاش ، مترجمته العربية للكتاب الذي قام بتأليفه prof / f .s Nadel ، بذات العنوان عاليه .

حيث بذل الأستاذ العالم مجهودا خارقا لتحقيق حلمه ، بترجمة الكتاب الذي وجده في أحد ارفف مكتبة الجامعة الأميريكية بالقاهرة ، فكان حلم حمله علي عاتقه لسنوات عددا ، حتي تحقق حلمه بإتمام ترجمة الكتاب .

هنالك ثلاث محاور أساسية تستدعي المثول أمامها ، قبل أن ندلف للاطلاع علي فحوي الترجمة .

المحور الاول ؛ أن كثير من التراجم ، تفقد المخطوطة الأصلية روحها ، لالتزامها ، بالترجمة الحرفية التي قد لا تعطي نفس القوة اللفظية والجمالية للجمل . ولكن الأستاذ العالم استطاع أن يضفي سحرا والقا وموضوعية علي ترجمته ، حتي إذا ما ولج بمخطوطه المترجم في الدوريات التسابقية للتراجم ، لنال عديد جوائز ، لعيشه وتجاربه الحقيقة في المنطقة التي مكنته من معرفة حقيقة بإنسان النوبة .

ثاني المحاور ؛ كما أن في كثير ، يبلغ السيف غير غمده ، يكون عظماء الرجال في مكانة أقل من وضائعهم ، لا شئ سوي تحقيق مقولة ، البراميل الفارغة تحدث دويا عاليا ( Empty barrels makes cloud noise ) ، فرجال مثل العالم كان حري به أن يتصدر المشهد مع آخرين في كل ما يخص المنطقة من اتفاقيات وجلب للمصلحة للوصول لسلام مستدام للمنطقة ، ولكن لعجبي في زمن ( القحاتة والحمادكة ) ، لاقيمة للذهب بل ( الهردبيس ) .
ثالث المحاور ؛ بترجمته للكتاب الخاص بالنوبة ، إشارات ترسل للمتاجرين بقضايا الهامش .فابن الحمادي الحوازمي ، يضع نصب عينيه ، أهمية هذه القبيلة في صنع ماضي ومستقبل السودان ، ولعل ذلك مفهوم للتعافي لكثير من العقد مثل ( superiosim) و ( inferiorisim) , والتي تحتل مكان بارز في أدمغة جهلاء القوم .
أشار الكاتب البروفسير إف ، إس . نادال الي انقطاع الذاكرة التاريخية للنوبة واعزي ذلك إلي قيام الثورة المهدية وحملاتها ، علما بأن عمر الثورة المهدية لم يتعدي ١٧ عاما مقارنة بالحكم التركي والانجليزي .وفي ذلك تجني للحكم الوطني ، حتي أهل المنطقة لم يعزوا الانقطاع لما ذكره من سبب بل برددون كثيرا مقولة ( أننا ظللنا هنا دائما في هذه المناطق ) .

كذلك تعرض الكتاب لشعب النوبة تعريفا ، والمنطقة التي يقيمون بها وثقافاتهم وهجرتهم للمنطقة .

كما أورد أنشطتهم الزراعية والتقنيات المستعملة واهم الحبوب المنتجة .

لم يستثني الثقافات المحلية السائدة مثل الكجور والشعوذة والسحر وطرق الوصول الزعامة .
ولعل أهم الابواب اتجاهات وآفاق المستقبل الذي جاء كخاتمة للابواب .( Epoiology trends and prospects ) حيث أورد التغيرات الثقافية والتأثير العربي وطرق الحكم وتطوير القانون البدائي .

وقد زين الكتاب مجموعة من التصاوير التي توضح الحياة الاجتماعية للمنطقة .
لم يشفي الكتاب غليلي في البحث ومعرفة الرابط بين نوبة السودان ومصر .

تعرض الدكتور أحمد الياس استاذ التاريخ السابق بجامعة الخرطوم سابقا في معرض تعليقه علي الكتاب ، أن كلمة نوبة لها عدة معاني حيث ذهب البعض إلي أنها وردت في القبطية والمصرية القديمة بمعني الذهب .

واطلقت علي كل سكان المناطق الجنوبية المجاورة لاسوان .
وذكر أن نوبة اسم محلي ، يطلق علي كثير من سكان السودان في الغرب والوسط والشمال ، كما في المصادر اليونانية في غرب النيل مع الحدود الليبية ، هاجر فرع منهم الي دنقلا الحالية وآخرين اتخذوا من كردفان موطنا لهم .

ولعل الرابط هذا قد يغري الكثيرين وبينهم الحبيب العالم لسبر غور الموضوع والوصول الي نتائج تاريخية موضوعية .

بارك الله في الحبيب ( العالم ) العالم فقد رفد المكتبة بترجمة عظيمة لكتاب لهم أهمية بالغة في فهم المنطقة .
د.عثمان البشري

التعليقات مغلقة.