استثمار أم «استغفال» أجنبي..!! (2-3)

استثمار أم «استغفال» أجنبي..!! (2-3)
  • 22 سبتمبر 2021
  • لا توجد تعليقات

محمود عابدين


هذه بعض «جرائم» جمعة الجمعة في السودان..!!


هذا الرجل اشترى كل شئ في السودان بسعر بخس، وباع بأعلى الأسعار. ورغم كل ما جمعه وجناه من أرباح طائلة من دم الشعب السوداني، فقد ظلت تطارده لعنات أطفال السودان وشعبه. لينتهي به المطاف حبيساّ في سجون بلاده.
تنقل هذا الأخطبوط في ثروات وموارد البلاد، بعد أن أطلق له نظام الانقاذ العنان ليفعل بالوطن الجريح كل شئ. بدءاّ بالعقار، ومرورا بالفنادق والبنوك، ثم اقتحم الأسواق كافة، ولم يترك حتى وسائل الإعلام.

مع علمنا أن الرجل قد بدأ تجارته الفاسدة ببيع مخلفات الجيش الأمريكي في حرب الخليج الأولى، لكن لا تتوفر لدينا معلومات دقيقة حول تاريخ غزوته الاقتصادية للسودان غير ما رواه هو شخصيا على رؤوس الأشهاد. وقد كنت بحكم عملي حاضراّ ذاك الاجتماع الذي ضم رجال اعمال سعوديين وسودانيين وبعض الشخصيات السودانية. كان حضورا الدكتور كرار التهامي الذي تبوا لاحقا منصب الأمين العام لجهاز المغتربين، وكذلك دكتور الباقر رئيس مجلس إدارة جريدة الخرطوم في ذلك الوقت.

حسب روايته، فقد وجد الأخطبوط جمعة الجمعة فرصة مواتية في عزلة سودان الانقاذ بعد احتلال العراق الكويت عام 1990. يقول جمعة الجمعة وقد بدا مزهواّ بما نهب من موارد السودان في غفلة من شعبه: (في ذاك الوقت كانت سلطات الانقلاب تفرض حظرا للتجوال الليلي في كل انحاء السودان يبدأ الساعة الحادية عشر مساء ّ)، مشيرا إلى أن العميد عمر البشير وأعضاء مجلس قيادة الانقلاب قرروا مكافاته على خرقه للحظر الخليجي وحضوره الى السودان.
يحبس الشعب فيأخذه البشير وزمرته في تطواف ليلي بعد سريان ساعة الحظر في كافة أنحاء العاصمة. وكما يقول فقد اخذه البشير ذات ليلة وقال له: (يا شيخ جمعة، هذه هي عاصمتنا ضع يدك في اي مكان يعجبك ونجعلك تمتلكها مباشرة)…هكذا كان عسكر الإخوان المسلمين يوزعون السودان غنيمة على المقربين، سودانيا أو اجنبياّ لا يهم، يعطون من شاؤوا ويحرمون حتى المواطن من حقوقه. وكلنا نذكر كيف منح البشير ميناء سواكن للرئيس التركي في طرفة عين، عندنا همس له عن حلمه في استعادة ما يذكره بالاميراطورية العثمانية..!!
لم يكن لانتهازي ومخادع مثل جمعة الجمعة ان يترك مثل تلك السانحة ان تمر مرور الكرام. هذا الرجل الذي يعشق ويحب المال حباّ جما انفتحت شهيته بلا حدود منذ تلك الليلة كالحة السواد. واصبح منفتحا على التهام أفضل موارد السودان قطعة قطعة منذ ذلك الوقت…
امتلك جمعة الجمعة أصول عقارية بلا حدود وتلك كانت بدايته التي حقق من خلالها ثروة طائلة تقدر ببلايين الريالات.
تعلق ذلك الملتقى الاستثماري الذي كشف من خلالها الأخطبوط السعودي اسرار بداياته في ابتلاع موارد البلاد، ببحث افضل الفرص الاستثمارية في السودان. حينها كان السودان يبحث عن استعادة علاقته بدول الخليج من خلال «دبلوماسية الاستثمار»..!). وبسبب ذلك يعتقد ان السودان قد اهدر جل موارده التي يحظى فيها بمزايا نسبية بين دول العالم قاطبة.

تولى الشيخ جمعة الجمعة (كما يسميه البشير وزمرته) تقديم جملة من النصائح لرجال الأعمال الذين كانوا يتحدثون عن بعض العقبات والمشكلات التي تواجههم في السودان، وفي مقدمتها بطء الاجراءات. وكان البعض يلمح من دون التصريح إلى طلب بعض المسؤولين عمولات مقابل منح تراخيص الاستثمار. لقد تولى أمر البلاد في تلك الحقبة المريرة زمرة لا يهمها الا مصالحها الشخصية. ولذلك لم يكن للوطن نصيب من ملايين الافدنة من الأراضي الزراعية التي تم تأجيرها لسنوات طويلة او منحها هبات لكل طارق جاد أو لعوب لباب الاستثمار. حتى أصبح غاية كبار المسؤولين توفير اكبر المساحات الزراعية لمجرد نيل رضا المجتمعات المجاورة…إنها «دبلوماسية الاستثمار»التي سيدفع ثمنها السودانيون جيلاّ بعد جيل…!!

يبدو ان الشيخ الجمعة كان قد عزم على بيع بعض أصوله العقارية، حيث نصح نظرائه رجال الأعمال بإطلاق محفظة عقارية برأسمال 4 مليار دولار.

قال جمعة الجمعة للحضور: (الأفضل ابتداءّ إطلاق محفظة عقارية، لأنني على الصعيد الشخصي جربت العقار في السودان. فالأرض التي اشتريتها بسعر 4 دولار للمتر المربع وصل سعرها اليوم إلى 100 دولار، والأسعار في ارتفاع)..!)..

منذ ذلك الوقت سقط قطاع العقار كأول ضحية بين يدي اللص الذكي الذي دوخ حتى أبناء شعبه وبدد لهم أكثر من مليار ريال سعودي..

نحو عشرة الاف مستثمر ضمن مؤسسته لتوظيف الاموال، ما زالوا يحلمون باستعادة أموالهم من هذا الرجل الغادر… لكن لو سأل القارئ أو تساءل حول كيف ولماذا استضاف نظام الانقاذ جمعة الجمعة وغيره من اللصوص الهاربين من بلدانهم؟؟.. فالجواب ببساطة أن الطيور على اشكالها تقع..

فيما يلي جانب بسيط من الاستثمارات العقارية التي استحوذ عليها جمعة الجمعة كما نشرته الراكوبة الإلكترونية من قبل باسم كاتب سوداني اسمه محمد عبد الملك:

  • فندق قصر الصداقة ( اشتراه بمبلغ 17 مليون دولار وباعه- لاحقاً – لشركة الزوايا بمبلغ 45 مليون دولار). تم تمليكه الفندق بسعر بخس وقد تم البيع بسبب الضغوط القضائية التي كانت تطالبه بسداد أموال مستحقة عليه في السعودية.
  • الشركة السودانية للمناطق والأسواق الحُرَّة- منطقة قرِّي الحُرَّة، ومعرض الخرطوم الدولي
  • مساحة 265000 متر مربع بقرية الجنينة بسنار لعمل منتجع سياحي – وهذه ملكية حِكر 6- ستمائة ألف متر مربع بامتداد البحر الأحمر لعمل كورنيش.
  • أراضٍ زراعية في مشروع سندس الزراعي ومشروع ماريا بمساحة ثلاثة ملايين متر مربع
  • شهادات بحث بملكية أراضٍ ( ملاحظة: ملكية مطلقة وليس استثمار!) بعدد 16 ألف قطعة أرض بالمنطقة الصناعية الخرطوم وتوتي وجبرة.
  • شهادة بحث بملكية أراضٍ (ملكية مطلقة وليس استثمار) عدد عشرين مربوعاً بجبل أولياء بمساحة تقارب الخمسمائة ألف فدان( باعها له الصافي جعفر حين كان مديراً لشركة تنمية شرق جبل أولياء- سندس). يعتقد ان لديه المزيد من الاراضي التي لم.يكشف عنها.

سنواصل في الحلقة القادمة إن شاء الله المزيد من تراجيديا جمعة الجمعة المؤلمة لكل سوداني غيور

التعليقات مغلقة.