اقتحام (العربية) و(الحدث) وضرب صحافييها رسالة إلى من؟

اقتحام (العربية) و(الحدث) وضرب صحافييها رسالة إلى من؟
  • 30 ديسمبر 2021
  • لا توجد تعليقات

محمد المكي أحمد

عشية ذكرى استقلال السودان، أكدت مجددا كيفيات المواجهة العسكرية ،بالعنف، لمتظاهرين سلميين ، في السودان ، اليوم ٣٠ ديسمبر٢٠٢١ ،واقتحام مكتب قناة (الحدث) السعودية بأساليب عنيفة أيضا ، وصادمة، أن نظام البرهان – حميدتي الانقلابي ،نظام قمعي لا يحترم حقوق السودانيين،ويضهد الصحافيين ولا يتردد في قهرهم واذلالهم،وأنه نسخة مكررة من نظام عمر البشير،كما قلت في مقال بتاريخ ٢٨ ديسمبر ٢٠٢١.

تابعت الزميلة لينا يعقوب مديرة مكتب القناة تروي للقناة والمشاهدين ،بثبات، ومهنية، ووعي بدورها، وبألم ووجع شديد كيف جرى اقتحام المكتب وضربها والزميل نزار بقداوي،واستخدام غاز مسيل للدموع داخل المكتب وضرب عاملين بالعصي وركلهم ، بأرجل عسكريين نفذوا عملية الاقتحام،و سلب صحافيين هواتفهم! .

هذا سلوك قمعي مدان، ويستوجب شجب العالم، ويؤكد أن النظام الانقلابي يسعى جاهدا لاعاقة عمل الصحافيين والمراسلين،كي لا تقف شعوب ودول العالم على حقائق الواقع .

ليس في مقدور الانقلابيين ومؤيديهم انكار بشاعة الاقتحام وضرب الصحافيين لأن القناة وثقت الاقتحام ،الذي انتهك حقوق صحافييها في ممارسة عملهم بحرية ومهنية،وبثت صور الاقتحام إلى العالم.

ما جرى اليوم رسالة جديدة الى دول العالم، وفي مقدمتها أميركا وبريطانيا ودول الإتحاد الأوروبي وكل الدول التي تحترم حقوق الإنسان ودور الصحافيين المهني ، ما يستوجب أن ترفع أصواتها لتندد بقمع المتظاهرين السلميين، والصحافيين،مع ضرورة توفير مظلة وحماية دولية .

رسالة الاقتحام والضرب موجهة إلى الأمم المتحدة وممثلها في الخرطوم ، وإلى المنظمات الحقوقية والصحافية في العالم،كي تقف دعما لشعب السودان وصحافيي السودان والمراسلين .

أرى أن اقتحام مكتب (الحدث) رسالة أيضا من الانقلابيين إلى السعودية،اذ يعرف قادة الانقلاب من يملك قناة ( الحدث) ،وأعتقد بأن اقتحام مكتبها يرسل رسالة إلى الرياض، اذ يستحيل أن تتم عملية الاقتحام بقرار فردي،إنه قرار سياسي .

وحتى لو كان قرار الاقتحام أصدرته جهة أمنية بعيدا عن قادة النظام الانقلابي – وأستبعد ذلك- فإنه أيضا رسالة إلى الرياض ، من مركز من مراكز القوى داخل النظام الانقلابي ، وستوليها إهتماما ،وتدرسها بعمق.

كما إنها رسالة إلى قطر التي تنطلق منها (الجزيرة) المواكبة للشأن السوداني بمهنية واحترام لحقوق الانسان السوداني.

أرى أن الاقتحام الفوضوي والعنيف رسالة أيضا إلى عواصم دول مجلس التعاون الخليجي، فهي جسم واحد،يؤثر ويتأثر بمجريات الأوضاع في السودان،حتى لو كانت التفاعلات تتعلق بالشأن الإعلامي.

لكن الرسالة الأهم الى الداخل السوداني،وخصوصا إلى من يسعون إلى لعب دور الوسيط بين انقلابيين دمويين وشوارع سلمية تتصدر قوى (الثورة والتغيير) وحددت أهدافها بوضوح.

أي ما جرى اليوم درس جديد، ومهم للداخل والخارج ..

التعليقات مغلقة.