هل جاء أوان التضحية بالبرهان ؟!

هل جاء أوان التضحية بالبرهان ؟!
  • 08 يناير 2022
  • تعليق واحد

محمد يوسف وردى


تقدم التطورات الاخيرة فى السودان لانصار الديمقراطية بعض الاسباب للتشاؤم . اذ فى ظل حالة السخط العام ضد العسكر وتوالى مليونيات المحتجين رغم عنف السلطة الذى يحصد ارواح الشباب بالعشرات ، لا تزال النخب الحزبية متوهمة امكانية قيامها بدور مهيمن فى السياسة السودانية تضع العراقيل امام الشباب وتقيد فاعلية لجان المقاومة ، فى حين يعرف القاصى والدانى انه لولا نشاط لجان المقاومة لسارعت القوى التقليدية لمباركة حكم العسكر رغم ترديد عناصرها ان الجيش لا يملك القدرة على ادارة الانتقال .
لقد اضاعت الاحزاب السودانية بوصلتها ، وتآكلت وتراجعت قدرتها على الاستجابة لمطالب الجماهير بسبب انانيتها واصرارها على ان يكون صوتها هو الاعلى ،وباتت امكانية قيامها بدور مركزى فى الديمقراطية فى السودان مشكوكا فيها ، ناهيك عن احتمال تمتعها بعلاقات جيدة مع الشباب الذين استفادوا من التكنولوجيا التى سهلت عليهم العمل من خارج نظام الحزب .

بسبب انعدام الثقة فى الاحزاب السودانية الضعيفة والمجزأة وعدم قدرتها على اداء واجباتها بشكل فعال وعجزها عن ايجاد آليات مؤسسة لاستيعاب احتياجات الحماهير ، تجاوزها شباب لجان المقاومة ايقونة الثورة السودانية ، وباتوا هم الدين يحددون اجندات الثورة ويقودون الجماهير نحو الشوارع .

كان الامل ان تسارع الاحزاب للتوافق مع لجان المقاومة على اعلان سياسى يلبى طموحات الشباب الثائر ، لو ان هذه الاحزاب رغم سجلها الردىء فى التفاوض والتسوية الذى افرز الوثيقة الدستورية المعيبة تنازلت وكتبت مسودة لاعلان سياسى وقدمتها للجان المقاومة وقالت لهم خذوها ونقحوها وعدلوها على هواكم ثم نوقع عليها معا ،لكفت المؤمنين القتال ولحفظت دماء الشباب ، كل بلاد الدنيا تعتبر الاحزاب وسيلة حاسمة لتعبئة الجماهير وارشادها وتعليمها الا فى السودان .ومن جهة اخرى فان تلكؤ الاحزاب
كان سيعد شيئا عاديا يتم التعامل معه بالصبر لو كان عبد الله حمدوك موجودا . هذا الامر بخلاف انه يشيع الاحباط داخليا يترك انطباعا سيئا لدى المجتمع الدولى الذى يرى المبادرات تنهال امام القوى المدنية بلا طائل ، ما يجعله مضطرا للتعامل مع الحكام العسكريين باعتبارهم حكومة الامر الواقع فى ظل غياب الحكومة المدنية ، علما بان بعض اطراف المجتمع الدولى ترى ضرورة تنحى البرهان اصلا بحكم ان معادله المدنى حمدوك قد تنحى ، هذه التطورات لوحدثت حدثت ستعنى ان المجتمع الدولى سيغير ويبدل فى استراتيجياته ازاء التعاطى مع الملف السودانى ويلجأ لخيارات ما كان له ان ينفذها فى ظل وجود حمدوك .واول ما سيبحث عنه جهة ما نافذة من داخل المنظومة الامنية لاحتواء الموقف الامنى المضطرب خاصة القمع الموجه لشباب الثورة و تقوم بمحاسبة المتورطين فى قتل الشباب وقبل ذلك تلتزم بوقف التدخل العسكرى المباشر فى السياسة وتتبنى اعادة هيكلة الجيش ،وبمعنى اخر ترك فترة الانتقال برمتها للمدنيين سواء فى الحكومة او مجلس السيادة .ولن يكون مستبعدا ان تكون هذه الجهة الدعم السريع وقائدها حميدتى فى حال عدم وجود عسكريين اقوياء غيره يقومون بهذه المهمة .. انه بئس المصير وسوء الخاتمة !!

ووفقا لهذا السيناريو يمكن ان يقود المجتمع الدولى عملية تدريجية لنقل السلطة كلها للمدنيين ، وان يتم بمقتضاها ابعاد قائد الجيش الجنرال عبد الفتاح البرهان والابقاء على نائبه حميدتى بحجة ان كونه طرفا اصيلا فى اتفاق جوبا يجعل مشاركته حاسمة فى عملية الانتقال ، بينما البرهان خال الوفاض من اى ميراث ، حتى اتفاق ابراهام الذى سعى له مع اسرائيل اجهضه له حمدوك .

مشكلة هذا السيناريو الذى تتحدث عنه بعض الدوائر الغربية – والذى يستلزم اجراء مفاوضات بمشرفين دوليين وضمانات – انه يتطلب ان تانى القوى المدنية الى طاولة المفاوضات متحدة ومتوافقة على وثيقة سياسية ، لكن ،هل سيكون مفاجئا ان يؤدى طموح الاحزاب الجامح الى تفجير هذه المساومة فى مهدها وبالتالى تضييع الفرصة الاخيرة لعلاج المعضلة السودانية بما يؤدى لتوفير البيئة المواتية لانقلاب عسكرى اخر يكون هذه المرة بقيادة الجنجويدى المجرم محمد حمدان دقلو ؟!!

رد واحد على “هل جاء أوان التضحية بالبرهان ؟!”

  1. يقول صلاح برام السنوط:

    معزة يااخي أساليب الشتم والنبيذ ليست من شيم المفكرين والسياسيين الحادبين لمصلحة الوطن
    صلاح برام