عن السر قدور نحكي (٥) : التمثيل والدراما

عن السر قدور نحكي (٥) : التمثيل والدراما
  • 25 أبريل 2022
  • لا توجد تعليقات

فيصل محمد صالح

كما قلنا فقد تتلمذ السر قدور على يد خالد أبو الروس، وهو من رواد المسرح والدراما في السودان، ثم انضم إلى جوقات الدراما بكل أنواعها، كان يشارك في الحفلات العامة بتقديم الاسكتشات والمنلوجات مع الفاضل سعيد والمنولوجست الشهير بلبل، و عثمان حميدة “تور الجر” ، وكانت لهما جولات عديدة في الولايات ، خاصة فترة الستينيات حيث كانت الحكومات ترسل وفودا فنية مشتركة من الفنانين والكوميديين إلى كل ارجاء السودان

. وكانت هذه الرحلات فرصة للتفاعل مع الفنانين والموسيقيين، فمثلا يحكي السر قدور أن كثير من الأغنيات خرجت من هذه الرحلات، ومن ذلك أغنية الفنان محمد أحمد عوض (عليك الله يابا ما تقول ليه لأ) التي كتبها الفاضل سعيد كفكرة لمنلوج اجتماعي، لكن محمد أحمد عوض حولها لأغنية جميلة.

وكان يشارك في كثير من الفقرات الدرامية في برامج الإذاعة. مثل برامج المرأة والصحة العامة والإرشاد الزراعي والتعاون و محاربة العادات الضارة.

كان معد البرنامج يعطيهم فكرة عن الفقرة والفكرة، ولا يحتاج الأمر إلا لدقائق قليلة وتكون الفقرة الدرامية جاهزة بطريقة الارتجال. وكان معه اللورد عثمان حسن أحمد وأبو العباس محمد طاهر وإسماعيل خورشيد و حسن عبد المجيد ويس عبد القادر و آخرين.

كما انتقل السر قدور للمسرح فشارك في تقديم عدد من المسرحيات ، بل وقام بتأليف بعضها. وكان السر قدور من أوائل المشاركين في الدراما التليفزيونية،ولكنها كانت تمثيليات على الهواء بدون تسجيل فلم تكون تقنيةالفيديو قد عرفت بعد،وقد ضاع هذا التراث الدرامي الأول لتليفزيون السودان لهذا السبب. شارك السر قدور أيضا في بعض الأفلام السينمائيه التي انتجت في فترتي الخمسينيأت والستينات.

وقد يكون من المدهش إن السر قدور عاش بمصر أكثر من خمسين عاما ، وله اسهامات صحفية وشعرية وغنائية وعلاقات واسعة بالوسط الفني و الثقافي في مصر، رغم هذا لم يكن له أي إسهام في مجال التمثيل. وقد سألته عن السبب فقال إن كل المتاح للسودانيين و النوبيين في مصر، في مجال الدراما هو دور البواب أو السفرجي، مع الأسف الشديد، وقد عرضت عليه هذه الأدوار عشرات المرات ورفضها.

تنويه
أكرر مرة أخری إنني أكتب هذه المادة من الذاكرة، ومصدرها هو الأستاذ الراحل السر قدور عبر مؤانسات وجلسات حوار متقطعة لأكثر من عشرين عاما، ووارد جدا أن أخطئ في أسماء أو وقائع، اعتذر مقدما لأي خطأ، وعلی استعداد لتصحيح أي وقائع أو أسماء.

التعليقات مغلقة.