لماذا تختلف مواقفنا نحو الحرب الجارية؟

لماذا تختلف مواقفنا نحو الحرب الجارية؟
  • 05 يونيو 2023
  • لا توجد تعليقات

محمد محمود راجي

لكل واحد منّا موقف من الحرب المُدمرة الجارية في بلادنا من الخامس عشر من أبريل الماضي.

وسواء أعلنَّا ذلك الموقف أو أخفيناه، فأنه يتجلى بوضوح من خلال آرائنا وسلوكنا وانفعالاتنا؛ المُجسدة في ما نبديه من رأي، وما نطلقه من صفات على الفاعلين في النزاع، وما ما نختاره من كتابات وصور وتسجيلات ونعيد نشرها أو بثها على وسائل التواصل الاجتماعي.

ومنظومة آرائنا وأنماط سلوكنا واندفاعاتنا الانفعالية هي ما يُعرف في أوساط علماء النفس الاجتماعي بمصطلح “الاتجاه” (Attitude).

والاتجاه “استعداد نفسي” أو “تهيؤ عقلي عصبي”، للاستجابة الموجبة أو السالبة للمواقف والمُجريات.

هذا “الاستعداد العقلي العصبي”، مُكتسبٌ وليس فطريًا أو وراثيًا. فالإنسان لا يُولد مزودًا باتجاهاته وإنما يكتسبها خلال مسيرة حياته.

والاتجاه يتكون بفعل جملة من العوامل، أهمها:

  1. الإطار الثقافي والاجتماعي: وهي منظومة العادات والتقاليد والاتجاهات والمعتقدات السائدة في المجتمع أو الجماعة التي نشأ وترعرع داخلها الفرد. ويشمل ذلك، مثالًا وليس حصرًا، القبيلة والعشيرة والأسرة والأصدقاء والمكان (مدينة أو قرية أو بادية)، وطبيعة التعليم (خلوة، رياض أطفال، مدارس حكومية، مدارس خاصة، الجامعة، والكلية)، وإلى غير من المؤثرات الثقافية والاجتماعية.
  2. التكوين النفسي للفرد: والمقصود به ما يُميز الفرد من “قدرة عقلية نقدية” و”خبرات انفعالية”. فالناس، ووفقًا لخبراتها، تختلف في قدرتها على التحليل الموضوعيّ للمُجريات صياغةً لحُكم. و”العقل النقدي” غير “العقل النقلي” الذي أهم سماته “تمرير الأفكار” بدون مناقشة، و”تكرارها” بدون تمحيص، و”الدفاع” عنها بدون أسانيد. ولهذه الأسباب تختلف “التوجهات” حتى داخل المجموعة الثقافية والاجتماعية الواحدة.
  3. ثقافة الفرد ومعلوماته: هذا عامل هام في تحديد اتجاهات الفرد. فمعرفة الفرد وما توفر له من بيانات ومعلومات تحدد طبيعة توجهاته وحُكمه على الأشياء. وكثير من التوجهات السلبية ناتجة عن المعلومات الناقصة والمزيفة والمغلوطة، وعدم القدرة على التحليل الموضوعي للمُجريات.

وعليه فأن اتجاهاتنا نحو الحرب الجارية تختلف من فرد إلى آخر لأننا بشر.
والبشر مختلفون في اتجاهاتهم.

التعليقات مغلقة.