الجيزة .. أسوان .. وادي حلفا

الجيزة .. أسوان .. وادي حلفا
  • 04 أغسطس 2025
  • لا توجد تعليقات

أنور محمدين

قصدت مكتب حجز القطارات في محطة الجيزة فكانت شبكة حجز عربات النوم معطلة ما استدعى اعتلائي المترو لمحطة رمسيس، أي الشهداء الرئيسة فتم اللازم بيسر وكانت آخر مرة ركبت فيها المترو تلك التي قادتني لحضور لقاء د. حمدوك الجالية السودانية الكبيرة في نيويورك قبل أعوام.
التقيت بمحطة الجيزة بتنسيق سابق ابن عمي الفنجري د. ختمي عبدون خضر القادم من أسوان فقضينا ساعة رغدة بمشاركة أسرتي المودعة وحين أتى قطاري يزمجر تدافع الخلق بصورة شبيهة بما رسمه شاعرنا الرائع د. جيلي عبد الرحمن وهو بصحبة أمه طفلا آتيا من صاي في محطة قطارات أسوان:
جريت وأمي بدت مسرعة تساهم في الضجة الممتعة

ولما نظرت عبر النافذة مع انبلاج الصباح رددت مع د. جيلي:
أما نهاية لهذي الزروع؟!
عجبت، عجيب أيجري الشجر؟!

درجة النوم مريحة وتكلف 1800 جنيه شاملة وجبتي العشاء والفطور بزمن يصل نحو 13 ساعة تطوي 800 كلم. والقطار الأخير الذي كنت قد اعتليته قبل نحو 4 سنوات حينما قصدت اكتشاف ما طرأ على محطاته وربوعها عبر قطار عطبرة .. بحري وكانت تجربة مثيرة.
قضيت في أسوان الباهية 3 أيام تمكنت خلالها من زيارة أهلنا وأرحامنا ما أسعدني فلكم من وجوه طيبة لم أرها زمنا اكتحلت بها عيناي!
سعدت بجولة امتدت ساعات مديدة طفت فيها أسواق أسوان المتنوعة، التي تمتد على ضفاف النيل الخالد، الذي تتناثر على صفحته المراكب الشراعية والفنادق العائمة وبواخر السياح، وفي الضفة المقابلة تنداح تلال الرمال الذهبية المترامية.
وأروع ما في أسوان إنسانها الودود الباسم، المعاون.
وصلنا أبوسمبل صباحا من أسوان فلم نجد فطورا في كافتيريتين متجاورتين، فقط مشروبات وبسكويت.
بعد ترقب رست بنا عبارة شرقا ب إشكيت فاصطفت شاحنات البضائع المصرية بجانب وجلها سلع غذائية تعد شريانا ومعوانا في سد حاجات ظروف الحرب ويكمن خلاصنا في التصنيع الزراعي قاطرة المستقبل الزاهي الجزيل، وتشمل قائمة المشحونات مياها مزججة .. تصوروا أن نستورد ماء النيل من مصر منقحا.. ألا يوجد مستثمر ينشئ مصنعا لتنقية المياه؟
في الجانب الآخر حافلات تمتلئ سلعا وركابا لا يجدون ما يسد الرمق .. لم لا ينشأ مطعم للخلق الجائع، العاطش بنضوب ماء الأزيار القليلة وشمس مدار السرطان اللاهبة في عز قيظها؟
يضطر الركاب للمرابطة على بوابات المعبر المصري ساعات ثم ” يعتلون ” الشنط الثقيلة في غياب ” شيالين ” ثم بعد رهق يسرع الركاب لإنهاء إجراءاتهم وسط جشع عمال درداقة و”حق الشاي”.
ينتقل جمعنا للجانب السوداني الخامسة مساء فيراجع العفش فريق محدود وننطلق لكن دون جوازاتنا التي جمعوها لكي تختم اليوم التالي فنعود لتسلمها بينما الجانب المصري يعمل بطاقته القصوى.
نصل وادي حلفا منهكين، جوعى، عطشى فأرتمي في أقرب سرير في بيت الرائع زاهر الهادي، ابن أخي خائر القوى كمن عاد من معركة أجج أوارها.
في البال انسياب الحركة وتدفقها بين الدول الأوروبية أنموذجا أناشد سادتنا المسؤولين بالمعابر المصرية – السودانية ” النجدة “!

لمسة لغوية

الهمزة في ” نهاية ” الكلمة .. مثال
ارتشفت ماء عذبا ( لا ماءا)
تعاطيت دواء مفيدا ( لا دواءا)
خلاف الهمزة “وسط ” الكلمة مثل:
جزاءات، فضاءات، عطاءات ..
.. وهكذا

الوسوم أنور-محمدين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*