المغترب … إبتلاءاته جهاز المغتربين

المغترب … إبتلاءاته جهاز المغتربين
  • 07 مارس 2021
  • لا توجد تعليقات

عواطف عبداللطيف


ذهب ” التهامي وجاء تيراب ” وفي أكثر الأيام نضارة وجموعهم يتدافعون أفواجا وافرادا لبوابات البنوك والصرافات لدعم نفرة ” تعويم الجنيه ” و لاستعادة عافيته او فلنقل أكبر حملة لتحجيم سطوة السماسرة و تجار العملات الاجنبية أحد أسباب نخر عظم الاقتصاد السوداني والتي أطاحت بالجنيه وأوجعت أهلنا بلهيب الجوع وسياط الغلاء … في هذا الوقت المفعم بالوطنية ضاقت بهم الصفوف وفاقت تحويلاتهم قدرات البنوك لانها ” ملحمة صادقة لمعافاة الوطن ” والتي لم يتأخر عنها الزولات يوما مضحين بأي اغراءات لفروقات العملة وكعادتهم منذ ان فارقوا ارض الوطن سدوا الناقصة بخزائنه وعدلوا الميلة لذويهم ولوطنهم والتي لا يسع المجال لحصرها ..
هذا غير مجاهداتهم بالاغتراب لاثبات قدراتهم لستر حالهم واسرهم وتعليم اولادهم الخ … فاذا بجهاز المغتربين يتصدر المشهد بامتيازات هي اسم علي مسمى وتدوير لما كان سابقا .. نعم هذا ” التيراب ” ظل و منذ ان اعتلي كرسي صنع أصلا لمص دماء المغتربين وازلالهم كلما هبطوا لديارهم باجازات او زيارات خاطفة لامر جلل مضطرين لاقتطاع جزءا غير قليل من وقتهم وحفنة أموالهم لختم الخروجية ودفع الضرائب والزكاة والاتوات في متاهة عنكبوتية اكتوى الكثيرون من عذابات صفوفها واستنزافها لوقتهم الثمين ، هذا غير ما يدفعونه من جبايات واتوات ودمغات دون اي مقابل مادي ملموس او معنوي محسوس …او اي قيمة مضافة يحتاجها المغترب واسرته حينما يضع عصا الترحال .. وحتى هذه اللحظة فان الجهاز لايملك احصائيات دقيقة عن حجم المغتربين والمهاجرين.وانشتطهم يمكن الاعتماد عليها فى البرامج التخطيطية حاضرا ومستقبلا وللاسف كل التقديرات والارقام عشوائية .
ومع قيام الحكومة الانتقالية وبدلا من إلغاء هذا الجسم الأخطبوطي الذي مص رحيق مجاهدات الزولات تم استبدال ” تهامي بتيراب ” فأحسن اختيار رباط عنقه وأمعن في الوان بدلاته وجلس وهو يلوح بأن هناك امتيازات سيعلن عنها فاذا هي “فطيرة ” ماسخة و أكبر جرعة أخباط شديدة المفعول وجهت للمغترب المنتظر علي الرصيف ” كبقرة حلوب ” بل هي الحدث الخطأ وفي الوقت الخطأ .. فما الجديد في اعادة أنشاء بنك المغترب الذي أنشئ اواخر الثمانينات … وهل يلجأ المغترب لاستجلاب سيارة ” بوكو حرام ” او لحيل بعض منظمات المجتمع المدني والجمعيات الوهمية وما لف لفهم ..
ما أعلن هو اعادة لصياغة ما كان خلال حكم الانقاذ لا اعاد الله سيرتها .. وغاب عنهم أن مغترب الأمس ليس هو مغترب اليوم فمع الركود الاقتصادي وسياسات توطين الوظائف وتقليص العمالة .. يعيش الكثيرون الكفاف او سجلوا بقوائم الجمعيات الخيرية لتناقص فرصهم الوظيفية وتراجع مداخيلهم المادية وحظوظهم الذهبية لتعليم ابنائهم وظلوا يتطلعون لوطن متعافي شاركوا في ثورته يحتويهم ويقدم لهم امتيازات مفصلية كشركاء لتنميته وليس كرد لجمائلهم الكثيرة ولكن كاستحقاق ملزم وبادوات جاذبة تدخلهم ضمن سقف الوطن ليساهموا بخبراتهم العلمية والعملية وامكانياتهم وليكونوا ضمن نسيج المجتمع وتحت راكوبة البلد الظليلة … المغترب ينتظر شراكة في تنميته وليس ما جاء بحزمة ال ٢٤ الباهتة الضبابية .. فهل كان صعبا علي الجهاز ان ينكفئ طيلة جلوس سعادة تيراب بهذا المقعد ليتدارس مع الولاة تجهيز دراسات جدوى منضبطة لمشروعات استثمارية زراعية وصناعية منتجة ليتشابك معها المغتربون في شركات مساهمة … هل كان صعبا تخطيط مدن عصرية بكل ولايات السودان تملك للمغترب ليستجم واسرته وسط مدنهم وقراهم التي كانت … هل كان صعبا اعداد دراسات جدوى لاقامة شبكات للكهرباء والطاقة الشمسية الصديقة للبيئة تطرح في شكل اسهم للمغتربين لانارة المدن الطرفية وكهربة المشروعات ولتدوير النفايات وتصنيع المنتجات الغذائية وادخال التقانة الحديثة … هل كان صعبا شطب القرار الجائر علي فلذات الاكباد والذين حرموا طيلة السنوات الغبراء من مساواتهم بإندادهم وخصم نسب من درجاتهم وبما يعرف بالشهادة العربية … هل كان صعبا طرح مشروع بدراسات هندسية عالمية لرفع كفاءة خزان الروصيرص وغيره من الخزانات بدلا من التباكي من بعبع سد النهضة .. هل كان صعبا طرح مشروعات استثمارية للمساهمة لارجاع النازحين لمضاميرهم وحواكيرهم .
بالله عليكم هل كان صعبا الغاء جهاز اجبر الكثيرون ان يغيبوا عن أمهاتهم وأبائهم كبار السن لعدم قدرتهم تسديد الاتوات الظالمة واضطر معها الغلابة والمعدمين لحلف القسم علي المصحف الكريم التزاما بالتسديد ليفك اسره ليعود لعمله واسرته بالاغتراب .. ان جل القرارات التى صدرت باسم الحوافز غير واقعية وستنستنفز موارد وتحويشة عمر اصلا تآكلت كسنوات عمره ..
ان غالبية المغتربين يجمعون ان اكثر شيء يؤرقهم ويقلل نومهم هو بعبع ( جهاز المغتربين ) فهل يلغي هذا الجسم الهلامي وتحويل الجيش الجرار من موظفيه لتنتفع من قدراتهم اي مؤسسة وتحويل المبني “الحدادي مدادي ” لمقر لحجر مصابي كوفيد 19 يحفظ للغلابة أحقيتهم للعلاج ودرء الأوبئة وكمركز للبحث العلمي بدلا من جهاز يغزل المواجع لجيش من أبناء الوطن وبناته هاجروا لتحسين اوضاعهم والتشابك و تراب بلادهم وستظل القومة ليك يا وطن لامعة وهاجة فلا تدعوها تنطفي وتذبل كأحلام المغترب الذي تقوس ظهره .

اعلامية كاتبة
Awatifderar1@gmail.com

التعليقات مغلقة.