﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي﴾
بقلوب يعتصرها الحزن والأسى، ننعى فقيدنا العزيز، الصديق ،الرجل الكريم، والقائد الحكيم، شريف محمود، ابن الترعة من منطقة المحس في الولاية الشمالية ، الذي رحل عن دنيانا وترك في القلوب حسرة وفي الذاكرة وفاءً لا يُنسىى
كان الفقيد مثالاً للكرم والسخاء، لا يعرف الكلل في سبيل الخير والعطاء، منكبًا دومًا على خدمة مجتمعه، ومبادرًا لكل عمل فيه نفع للناس والوطن. تميز بأخلاقه النبيلة، وخصاله الإنسانية الرفيعة، وحبه للناس دون تمييز، فكان يجمع ولا يفرّق، ويبني جسور المحبة والتفاهم في كل بيئة ومكان.
كان سريع البديهة، حاضر الطرفة، يضيء بها أشد اللحظات ظلمة، ويجعل منها متنفسًا يزيح التوتر ويقرب القلوب، مما جعل منه رمزًا للتلاقي والوئام، في كل المحافل والمناسبات. ومن عرفه، أحبه، ومن جالسه ألفه، فقد كان ممن يألفون ويؤلفون، بسجيته وتواضعه وروحه الوديعة.
تشرفت بمعرفته منذ سنوات طويلة وجمعنا العمل العام في خدمة الولاية الشمالية والوطن ، وكان مرجعًا لي وللكثيرين في كثير من الأمور، نلجأ إليه لما عرفنا عنه من حكمة ونظر ثاقب، فكان نعم الناصح ونعم السند والمُخرج من الأزمات..
منذ اندلاع الحرب، لم يغب عن بالي، وكنت أسأل عنه كل من لقيت من أهله وأصدقائنا المشتركين، وكان آخر عهدي بسيرته الأسبوع الماضي، حين التقيت بالأخ محمد إدريس آدم في عزاء حبيبنا وصديقنا المشترك الأستاذ مكى على إدريس ، فأخبرني بوجوده في الرياض وسعدت بذلك ممنياً نفسي لألتقيه في أقرب فرصة ووعدنى الأخ محمد إدريس بتزويدي برقم هاتفه للتواصل والوصول إليه، ولكن إرادة الله كانت سابقة إذ فُجعنا برسالة نعيه تملأ الأسافير ولا حول ولا قوة إلا بالله..
رحل جسد شريف، لكن ستظل روحه وعطاؤه وإرثه الإنساني حيًّا وباقياً في وجدان كل من عرفه أورافقه أو عمل معه
نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يجزيه خير الجزاء على ما قدم، وأن يلهم أسرته الكريمة ومحبيه الصبر والسلوان.
إنا لله وإنا إليه راجعون.
المستشار البشرى عبد الحميد
الرياض 17 يوليو 2025م