تصريحات وزير الخارجية الأمريكي .. عابرة أم تكتيك مرحلي فعال

تصريحات وزير الخارجية الأمريكي .. عابرة أم تكتيك مرحلي فعال
  • 14 نوفمبر 2025
  • لا توجد تعليقات

محمود لعوتة

تصريحات وزير الخارجية الأمريكية الخيرة ، والتي تستهدف قوات الدعم السريع في السودان تستحق التقييم من عدة زوايا — الإيجابية والقيود والرسائل الاستراتيجية. إليك تحليلي:
ما يجري رفعه من نقاط إيجابية
• الولايات المتحدة أصبحت أكثر وضوحًا في توجيه الاتهامات ضد RSF، ليس فقط باعتبارها طرفًا في نزاع داخلي، بل بتوصيفات قانونية قوية مثل “جرائم حرب” أو حتى “إبادة جماعية”. مثلاً، في يناير 2025 أعلنت أن RSF ارتكبت “إبادة” في دارفور. 
•هذه التصريحات تأتي مصحوبة بعقوبات أمريكية: تجميد أصول، حظر تأشيرات، استهداف شبكات تمويل مرتبطة بـ RSF. 
• كذلك، تحذيرات من استمرار تدفقات الأسلحة أو الدعم إلى RSF، والطلب من المجتمع الدولي بـ “وقف تغذية الصراع” — ما يعتبر تحركًا مهمًا من منظور حقوق الإنسان والضغط الدولي. 
• من وجهة نظر السودان، هذه المواقف تلقى ترحيبًا من الجهات التي تريد أن تُصنّف RSF كمليشيا خارج الإطار الشرعي، وهو ما يبرز في تصريحات الخارجية السودانية. 
القيود والمشكلات
• رغم لغة التصريحات، فالقدرة على التنفيذ الفعلي تبقى محدودة: إيقاف تدفقات السلاح، وحشد ضغط دولي موحد، ومحاسبة طرف عمليًا في داخل السودان — كلها أمور معقدة.
• هناك انتقادات بأن الولايات المتحدة تأخرت في اتخاذ مواقف أو قرارات مستحقة، مما يقلل من مصداقية التحذيرات أو يقلل من تأثيرها. 
• كذلك، التوازن السياسي: الولايات المتحدة لا تريد أن تتحول إلى طرف مباشر في الصراع، أو أن يفهم دعمها كثبات لطرف على حساب دولة السودان ووحدتها. التصريحات تحتاج أن تترافق بخطة واضحة لدعم عملية سياسية، وهذا ما لا يبدو متوفراً بالكامل حتى الآن.
• في السياق الإقليمي، هناك دول تربطها علاقات أو مصالح مع RSF أو أطراف الصراع في السودان، ما قد يضع التصريحات الأمريكية في مواجهة قيود التحالفات أو النفوذ الإقليمي.
الرسائل الاستراتيجية
• إرسال رسالة بأن استمرار المليشياوية والعنف ضد المدنيين سيُعامل بجدية من قبل واشنطن، ما قد يؤثر على شرعية RSF وتحصين موقفها.
• دعم لجهود التحول نحو حل سياسي أو تفاوضي، وليس فقط الخيار العسكري — تصريحات مثل “لا حل عسكري كامل للصراع” وردت في بيانات الخارجية.
• تحذير ضمني للشركاء الإقليميين والدوليين بأن دعم طرف من أطراف النزاع قد يُترجم إلى مساءلات، مما قد يعيد تشكيل الحسابات في السودان والمنطقة.
التقييم الإجمالي
بشكل عام، أعتبر أن تصريحات وزير الخارجية الأمريكية ضد RSF خطوة إيجابية ومهمة من ناحية المبدأ — إذ تحمل وضوحًا أكبر تجاه انتهاكات جسيمة — لكنها ليست كافية بمفردها ما لم تُرافق بإجراءات ميدانية أوسع وتعاون دولي فاعل، وبرنامج فعلي لإعادة بناء الدولة السودانية والمصالحة.
إذا نجحت الولايات المتحدة في تحويل هذا الخطاب إلى عمل ملموس، فقد تكون لها تأثير واسع؛ وإن لم يحدث ذلك، فستبقى التصريحات رمزًا، لكن دون تغيير جوهري في ديناميكية الصراع.
والسؤال المطروح لابد من متابعة تصريحات الوزير الأمريكي محليًا في السودان، وما ردود الفعل المحتملة من الأطراف السودانية والإقليمية؟

الوسوم -محمود-لعوتة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*