لا رجعة للوراء

لا رجعة للوراء
  • 06 أكتوبر 2020
  • لا توجد تعليقات

نورالدين مدني أبو الحسن



شهدت عاصمة دولة جنوب السودان جوبا كرنفالاً احتفالياً بالتوقيع على اتفاقية السلام بين الحكومة الانتقالية والجبهة الثورية برعاية مقدرة من رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت وسط حضور نوعي من المنظمات الإقليمية والدولية والدول الشقيقة والصديقة.

لاشك في أن اتفاق جوبا خطوة متقدمة على طريق تحقيق السلام الشامل العادل رغم بعض التحفظات المبررة على وجود رموز لا تمثل القوى أو الكيانات التي تدعي انها تعبر عنها، وظهور بعض التوجهات المتعجلة للمشاركة في السلطة، والمخاوف الناجمة من التضخيم الذاتي من أفراد يحلمون بالتسلط والهيمنة على حساب التغيير الديمقراطي.
واضح أن فرحة المواطنين في جوبا وفي بعض الولايات التي تضررت من النزاعات المسلحة أكبر من فرحة المواطنين في الخرطوم، وللأسف ظهرت بوادر معارضة متعجلة ومتعمدة لاتفاق جوبا الذي نتطلع أن يلحق به كل الممانعين.

مازلنا نأمل أن تلحق حركتا عبدالواحد محد نور وعبدالعزيز الحلو بركب السلام لاستكمال دائرة اتفاق السلام الشامل العادل والشروع في الخطوات العملية لتنزيله على أرض الواقع.

مع كل التقدير لحق حركات الكفاح السلح التي وقعت على اتفاق السلام والتي نأمل ان تلحق بهم في المشاركة في الحكومة الانتقالية، إلا اننا نرى ان الأهم في هذه المرحلة الإسهام في عملية الترتيبات الأمنية وتعزيز خطوات السلام وسط المواطنين المتضررين من النزاعات المسلحة في المعسكرات ومناطق النزوح.

تحقيق السلام يتطلب التسامي على المكاسب الذاتية والتكالب على المشاركة في أجهزة الحكم، دون إغفال حقهم في المشاركة في الولايات والمؤسسات التشريعية في المركز والولايات، وفي عملية إعادة هيكلة القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى وفق القوانين والتراتبية النظامية.
تحية مستحقة لرئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت وحكومة وشعب الجنوب الشقيق وللجنة الوساطة التي رعت مفاوضات السلام وللمنظمات الإقليمية والدولية والدول الشقيقة والصديقة التي شاركت في تحقبق اتفاق السلام والمشاركة الفاعلة في الإحتفال به وتأكيد مساندتها ودعمها لعملية السلام في السودان.

يظل الدعم الأهم إلى جانب الدعم الإقليمي والدولي المقدر هو دعم الحكومة الانتقالية ومن خلفها الجماهير الثائرة التي أنجزت ثورة ديسمبر الشعبية وهم يتطلعون لخطوات عملية لتحقيق تطلعاتهم في السلام والعدالة وسيادة القانون ومحاكمة المجرمين ومكافحة الفساد والفاسدين.

آن الأوان لتكثيف العمل التنفيذي والخدمي لمعالجة الأزمات الاقتصادية والاختناقات المعيشية ودفع خطوات السلام العادل والشامل في كل ربوع السودان وتأمين عملية الانتقال للحكم المدني الديمقرطي .. ولا رجعة للوراء.

التعليقات مغلقة.