تأملات

تأملات
  • 08 مايو 2021
  • تعليقان

آسيا المدني


يسود جو سلطنة عمان منذ نهايه الأسبوع الماضي إلى الآن طقس معتدل نوعا ما أمطار خفيفة ومتفرقه مصحوبه
بغبار بسبب الحركة النشطة للرياح الجنوبيه والجنوبيه الشرقيه. فكانت الرياح مخيفة مرعبة
وخاصة ليلا عندما تشتد وتعبث بالأشياء الخفيفة التي لم تكن لها دعامة تثبتهابالارض، وتزمجر بالنوافذ التي لم تكن موصدة تماما ، نسمع لها ازيزا مخيفا مرهبا وصفيرا قويا مزعجا … وهنا قد تأخذنا التأملات إلى بعيد وتجول بخواطرنا معان كثيرة.


قد تجعلك تتأمل وتفكر ان دوام الحال من المحال.. فالصرصر العاتيه قد تكون ريح طيبة.. و العواصف الشديده قد تكون هبوبا باردة فلا تحزن اذا تكالبت وعصفت بك الهموم قد تكون فاتحة لراحة تدوم..


حركة الرياح قد تكون بوصلة حقيقيه وتشير حين يتوه المسير، وتقف حائرا أين المصير؟! فأعلم انك أنك تعيش في منتصف دائرة فوضى تدور بك وتُدير.. فكن كالريح وحدد اتجاهك ومقصدك لكي لا تعصف بك تقلبات حياتك فترهقك…


الرياح تقول لنا في خضم بحر التميز تكون النجاة للمتفرد ولتثيت جاهزيتك لرياح التغيير، كن ثقيلا بابداعك فالرياح لا تحمل الا من خف وزنه وقلت قيمته، فكن ممن عظمت مكانته وسادت سيرته.
بين اللواقح ومنزلات الغيث، والمرسلات والذاريات خير وفير، وعطاء كثير ،وبين الخير والعطاء قصة ازليه ترويها آلاف الأيادي المعطاءه فكن حاملا للخير أينما هبت رياحك.


و للرياح حكمة تقول احذر من تقلب البشر واحسب لتغير حالهم، فمن الحليم قد تخرج قسوه، ومن الصواب قد تفلت هفوة وبين الأمرين بِشْر وعذاب، فمن الرياح من ارسل خير، ومنها من حل عذاب.. فتأهب للشر وبالخير استبشر..


للرياح عظات وعبر إذا تأملتها مليا.
حين ينقطع الرجاء وتخيب التوقعات قد تغير الفرص كل الحسابات، فريح مرسلة قد توصل من تاه في عباب البحر لمرفأ الأمان، فاغتنم الفرص في حياتك فقد لا تهب الرياح مرة أخرى.


وإن هبت رياحك فاغتنمها…فعقبى كل خافقة سكون.
وبين الكاف والنون كل أمر يهون ويكون، وكما ساق الله الرياح مسخرات بأمره بين السماء والأرض تجري بخيره فثق انه سيسوق لك حظاً طيبا يغير حياتك ولو كانت ايام معدودة ويسخر لك من يعينك على تحقيق الغايه والوصول للهدف، فقط توكل على الله وبقدرته وكل امر يكون بمشيئته.


مسقط
الثامن من مايو
2021

الوسوم آسيا-المدني-

ردان على “تأملات”

  1. يقول محمد محمود الضاوي:

    استوقفتني هذه التأملات كثيراً و أسلوب طرحها الجميل.. المناخ و الطقس و تغيراته التي تلعب فيه حركة الرياح التي تسوق السحاب من مكان إلى مكان بعيد حتى تهطل الامطار.. وقفت الكاتبة العظيمة تتأمل.. الرياح قد تكون رياح خير أو شر.. و كذا لأمطار قد تكون خيرا او شرا.. و ينعكس ذلك على الأرض من إعمار او دمار.. و من نبات و اخضرار و ازهرار واثمرار.. أو عكس ذلك من دمار.. َوكوارث تدميدرية قد تطال كل شيئ.. و هكذا كما فهمت.. الحياة الاجتماعية و ما يصحبها من تغيير.. و الذي قد يكون خيرا او شرا.. مما يلزم اتخاذ تحديد.. أو تقرير المصير.. إلى أين نسير..مع رياح التغيير و امطار الخريف و قد تكون في غير الخريف..
    اللهم اجعل الرياح رياح خير و بركة..و الامطار امطار خير و بركة على الصعيدين المناخي و الاجتماعي..
    شكرا جزيلاً لصاحبة التأملات التي أرى منطلقها إيماني.. و فلسفي.. و فيها من الواقعية شيئ..
    و ارجوك منها أكثري..
    مع خالص تحياتي و تقديري..

  2. يقول عثمان عبداللطيف شريف:

    الاستاذة القديرة اسيا المدني..
    كعادتك دوما تمتعينا بمواضيع شيقة حالمة ولا غرو في ذلك فأنتي الشخصية المفوهة والضليعة في حرف الضاد واحسب انك تجمعين الضدان . اللغة العربية..واللغة الانجليزية كتابة ونطقا واعرابا…
    فهنيئا لوطني الكبير الذي يضم في حناياه امثالك…
    وحقيقة كل موضوع تنتقيه له نكهته الخاصة به…وها انتي اليوم تنقلينا من الوطن الام الى الوطن الثاني سلطنة عمان الذي يضمنا ونعيش بكل جمالياته وتفاصيله ادبيا وثقافيا واقتصاديا ومناخيا…
    شكرا شكرا ..ايتها الاديبة

    عثمان شريف
    سلطنة عمان
    مسقط
    8مايو 2021