سياسة دس المحافير

سياسة دس المحافير
  • 03 أبريل 2017
  • لا توجد تعليقات

نميري شلبي

* عقب كل مباراة يخوضها المريخ يجأر غارزيتو بالشكوى من ضغط المباريات، وتعرض لاعبيه للإرهاق، ويعزي ذلك إلى الخلل الفني، وسوء الإعداد في المعسكر الذي أُقيم في تركيا وقطر في بداية هذا الموسم، ويرى المدير الفني أن الإصلاح يتطلب برنامجاً إسعافياً يتماشى مع استحقاقات الفريق في المنافسات التي يشارك فيها، ولكن على الرغم من مرور أكثر من شهرين لا يزال الفريق يعاني كلما بدأ الشوط الثاني من أي مباراة، حتى وإن كانت أمام أندية ضعيفة، وهذا ما يعني بكل تأكيد ودون الحاجة إلى (تنظير) أن الأمر لا يخرج من احتمالين: أحدهما أن هذه الفترة الإسعافية التي زادت على الشهرين لم تمنح مدرب الأحمال سوى لياقة (شوط واحد)، وهذا ما يعني بأنه يحتاج إلى فترة مماثلة لإكساب اللاعبين لياقة الشوط الثاني، والانتظار عشرة أيام أخرى من أجل لياقة (الزمن المستقطع).

* الاحتمال الثاني (وهو الراجح عندي حسب وجهة نظري المتواضعة) أن ضغط المباريات والبرنامج المتعدد الذي فرض على اللاعبين هما سبب تدني اللياقة وتلاشيها بصورة كاملة في الشوط الثاني من كل مباراة، والدليل على ذلك أن الأندية التي تتفوق على المريخ في الحصة الثانية لا يمتلئ برنامجها الأسبوعي أو الشهري بالمباريات مثل المريخ، وأكثرها لم يقم معسكراً إعدادياً من اصله، ووصلت لياقة لاعبيه إلى مستوى يفوق لياقة لاعبي الأحمر، بالإضافة إلى أن الكفاءة التى تميز الفرنسي أنطوني مدرب الأحمال في المريخ ليست موضع شك، وقد لمسنا غرسه الموسم قبل الماضي عندما وصل الفريق إلى دور الأربعة في البطولة الافريقية، وكانت اللياقة أكثر ما يميزه.

* لا أحسب أن الادارة تتحمل المسؤولية كما يظن كل من يقرأ بداية هذا المقال، ولا أعني بكل تأكيد خطأ مشاركة المريخ في بطولة العرب؛ بوصفها بطولة إضافية على البرنامج الثلاثي، الذي اعتاده الفريق طيلة السنوات الماضية، وأعني منافسات الدوري الممتاز وكأس السودان، إضافةً إلى البطولة الافريقية.

* الرأي عندي أن تمدد الموسم المحلي بفعل وجود 18 نادياً في المنافسة ، يعني أن كل فريق سيخوض 34 مباراة، وكذلك مباريات كأس السودان والبطولات الافريقية للأندية (للمريخ والهلال)، ومع ذلك ستقصر بدون شك فترة الراحة، إضافة إلى وجود التزامات أخرى للمنتخب الوطني الكبير، ومنتخبات الشباب والأولمبي، في الوقت الذي كان فيه من الممكن والمعقول تقليص مباريات الدوري الممتاز؛ بإحداث نظام المجموعتين، ومن ثم دوري من أربعة فرق صاحبة المراكز الاولى في كل مجموعة، كما يحدث في الدوري المصري، وبعض الدوريات الإفريقية، تفادياً للضغط، وتقليلاً لمنصرفات الأندية التي تتوزع شرقاً وغرباً، وكسبا للوقت، وتخفيفاً على الأندية المشاركة في المنافسات القارية، وتسهيلاً للبرمجة، وتقليلاً للتأجيلات، التي تضرب برنامح الممتاز.

* من الممكن أيضاً زيادة عدد اللاعبين في قوائم الأندية؛ لتصبح على سبيل المثال 35 لاعباً بدلاً من 25، كما هو الآن؛ تفادياً للإرهاق والإصابات، ومساعدة الاندية التي تشارك في المنافسات الأفريقية؛ لأن وجود 35 لاعباً في كشف كل فريق يتيح الفرص للمدربين بإشراك من هم اكثر جاهزية في المنافسة المحلية، دون الحاجة إلى التقيد بالعدد القليل المنهك جراء الماراثون الإفريقي الذي ينتظر الثلاثي المريخ والهلال وهلال التبلدي.

* بسبب اقتصار قائمة كل فريق على 25 لاعباً تعاني الأندية الآن، على الرغم من أن الموسم المحلي لا يزال في الأسابيع الأولى من التنافس، ويمكن أن نضرب أمثلة بسيطة بالمريخ والهلال، وقد تقلصت قائمة المريخ (مع محدوديتها) إلى 21 لاعباً بعد اصابة الثنائي بخيت خميس وعنكبة، ومشاركة النعسان وبغداد في منتخب الشباب، والأمر ذاته انطبق على الهلال، بعد إصابة بشة وجابسون وشيبوب، ومشاركة ثلاثة لاعبين مع المنتخب في زامبيا. وإن بحثنا في هلال التبلدي وغيره من الأندية لوجدنا الأمر مماثلاً.

* تراجع المردود البدني للمريخ لا أحسبه بسبب انتوني هاي كما يرى بعض المريخاب، بل بسبب تعنت اتحادنا الهمام، وإصراره على الضغط على اللاعبين والإدارات، من دون أن يدري، وبإمكانه إيجاد أكثر من وسيلة لتجنب هذه المشكلة التي تقصم ظهر أنديتنا في المحفل القاري في العتبة النهائية للبطولات.

* نجاح الأندية في المنافسات الإفريقية يعود بفوائد إلى الاتحاد العام؛ ولذلك نأمل ألا يمارس الاتحاد سياسة دس المحافير مع الأندية التي تمثله، وتعود على خزينته بعوائد مالية تعينه في تنفيذ بعض المشروعات.

 

 

الوسوم نميري-شلبي

التعليقات مغلقة.