الاستنفار.. جرائم بلا حدود
ولأن الحرب أم الجرائم ما فتئت قرى ومدن السودان
تشهد كل ساعة ميلاد المزيد من الجريمة وتحطيم الكثير من روافع المجتمع وممسكاته أن ينزلق في مستنقع لا عودة منه.
حوادث القتل والسلب والنهب ظلت حاضرة لسنوات ترتفع وتنخفض بحسب الحالة الاقتصادية ومدى السيولة الامنية التي كانت احد الأسباب المتبعة من قادة المنظومة الامنية لإسقاط نظام الانتقال المدني الديمقراطي في السودان.
غير ان حالة التجييش وفوضويتها وفق ما خططت ونفذت عناصر الحركة الإسلامية الإجرامية، وسعت من نطاق دائرة الجريمة لتصل مناطق وولايات لم تعهدها من قبل.
كم من مستنفر – او نظامي او ما شاكل ذلك – أنهى حياة آخر لمجرد اختلافات عادية سواء في الوسط او الغرب او الشمال، مسح سريع لمحركات البحث عن جرائم قتل ارتكبها حملة السلاح “الغشيم”.
اليوم تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي خبر مقتل خمسة افراد من أسرة واحدة بمنطقة حلفاية الملوك بالخرطوم على يد حامل سلاح عسكري وما زال حبل القتل ملتف على غارب المجتمع فتجربة الحرب الأكبر بين الجنرالين توازيها معارك صغيرة وتافهة بين اي شخصين غير أنها تودي بحياة من لا يملك سلاحا.
ولئن سارع “الكيزان” عليهم اللعنة أجمعين إلى عسكرة المزاج العام ليتوافق ويتطبع مع حربهم، فقد ارتفعت الأصوات العاقلة منادية باكرا بخطر التجييش والتسليح والذي من شأنه تحويل الكيانات والمجتمعات القبلية إلى مليشيات تفني بعضها بعضا وتلك غاية امانيهم ما داموا واحبابهم ينعمون بالأمن والرفاهية في عواصم العالم.
وجدت كتائب الحركة الإسلامية في الحرب فرصا ماثلة للقضاء على مخالفيها سواء على المستوى الفرد او التنظيمي فلا عجب ان رأينا الذبح والسلخ والقتل بدم بارد والإغراق في مياه النيل وغيرها من أفعال التطرف الداعشية.
قريبا من هذا الملف انخرط العشرات من تجار الدين من الكيزان في الاتجار بالسلاح وهي تجارة عابرة للحدود تبدأ من إيران ولا تنتهي بأقبية حماس في غزة إبان نظامهم السابق، غير ان ما استجد واستزاد هذه المرة تنوع التجارة وازدهارها والجهر بها.
حري بالذكر التذكير بفشل مشروع الاستنفار الكيزاني ذلك أن فكرة قتال الشعب يجب أن تكون تحت سمع وبصر وقيادة ومشاركة قيادة الجيش وهو ما لم ولن يتم فقطرمت يتم هو استغلال معسكرات التدريب لتأليب واستدراج قوات الدعم السريع كما حدث في عدد من مناطق ولاية الجزيرة والنتيجة المزيد من الجرائم وتلغيم الواقع السوداني وجره نحو المستنقع الكبير الخطير.


