اتفاقية جوبا قراءة ثالثة (٣)

اتفاقية جوبا قراءة ثالثة (٣)
  • 09 أكتوبر 2020
  • لا توجد تعليقات

اتمنى ان تكون هذه هي الحلقة الاخيرة في في سلسلة هذه المقالات . نتوقف اليوم عند موضوعين في هذه الاتفاقية الكارثية ارى انهما من اشد الموضوعات خطورة على الثورة بل وبثقة شديدة استطيع القول ان هذين البندين ينسفان كل الخطوات التي قامت بها الثورة حتى الان .

البند الذي يقول ان بنود هذه الاتفاقية الكارثية تسود على كل مواد الوثيقة الدستورية الموقعة بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير ! وبمعني واضح ودقيق اذا حدث اي تعارض بين الوثيقة الدستورية واتفاقية جوبا في اي مادة او بند فأنه يتم الاخذ بما ورد في الاتفاقية وليس بالذي ورد في الوثيقة .

وهذا يؤكد ان الوثيقة الدستورية اصبحت من الماضي ولا تأثير لها مطلقا وبالتالي لا وجود لقوى الحرية والتغيير !
والغلبة الان اصبحت بين الجبهة الثورية والمجلس العسكري وعلى قوى الحرية والتغيير ان ( تضرب راسها مع أقرب حيطة ) .

سيقول احدكم ان الجبهة الثورية جزء من قوى الحرية اساسا .. والرد ببساطة هذا ما يقال عنه كلمة حق اريد بها باطل . الجبهة الثورية اعلنت قبل فترة انها تريد اصحاح قوى الحرية تماما كما يقول حزب الامة القومي . الان الجبهة الثورة قررت ليس اصلاح قوى الحرية بل قلعها من جذورها والدخول في شراكة مباشرة مع المجلس العسكري .. كيف لا واتفاقيتهم تجيز لهم ان يفعلوا ذلك ويتسيدوا على الوثيقة الدستورية وبيساطة مع السلامة للوثيقة الدستورية !!
هل لاحدكم تفسير غير ذلك ؟؟!!

الموضوع الثاني والذي اعتقد انه من اخطر مواضيع هذه الاتفاقية الكارثية . وهو ما يتعلق بالصندوق القومي للايرادات العامة للدولة وكذلك موارد صرفها والذي سيتم تكوينه بعد ٩٠ يوما من تاريخ التوقيع على الاتفاقية الكارثية .

هذا البند يقول ان كل ايرادات الدولة وكل مليم واحد يدخل خزينة الدولة يتم وضعه في صندوق الايرادات العامة ويتم الصرف على الدولة من هذا الصندوق وتعيين الامين العام لهذا الصندوق هي من مهام رئيس الوزراء .

اذا ليس هناك اي معنى لوجود وزارة المالية وليس هناك اي معنى لوجود الدكتورة هبة وزيرة المالية صاحبة الملابس الانيقة كما يسمونها والتي ذهبت لجوبا وهي تتبختر في زيها الاصفر الفاقع وهي لا تدري انها ذهبت الى هناك ليس لحضور الاحتفال فقط ولكن لتسليم وزارة المالية بقضها وقضيضها للجبهة الثورية واتفاقيتها الكارثية .

وسؤال ظل يؤرقني .. هل كانت وزيرة المالية تعلم ذلك وهل قرأت نص الاتفاق قبل ان تسافر لجوبا .. ان كانت تعلم وسافرت في تلك مصيبة وان كانت لا تعلم فالمصيبة اكبر .
ايها السادة .. لا وجود لوزارة المالية بعد ثلاثة اشهر من تاريخ التوقيع . ووجود هذه الوزارة سيكون شكليا فقط لان كل ايرادات الدولة مصروفاتها ستتم عبر هذا الصندوق .( وكل سنة وانتو طيبين )

وزارة عمرها اكبر من عمر استقلال السودان وزارة بكل ما لها وما عليها يتم الغاءها هكذا بكل بساطة من اجل ارضاء سكان دارفور الذين يبلغون حوالي ٨ ملايين حسب اخر احصاء للامم المتحدة . اين بقية ال ٣٢ مليون سوداني في بقية أقاليم السودان . أليس لهم رأي .. أليست لهم كلمة … أليس لهم حق في هذا السودان ؟؟!!!

أم تعتقدون ان من اصطحبتموهم معكم الى جوبا أمثال محمد داؤود والجكومي والتوم وممثل الشرق الذي لا استحضر اسمه سيضفون الشرعية لاتفاقيتكم البئيسة هذه بعد ان منحتوهم ١٠% من المناصب في أقاليمهم وهم فرحون بهذه المناصب ويلوحون معكم بنصوص الاتفاقية ؟؟
كيف تم بيع ٣٢ مليون سوداني بهذا الثمن البخس من اجل ٨ مليون سوداني في دارفور ؟؟ كيف اضعتم ثورة ودماء شبابها لم يجف بعد من شوارع الخرطوم
افيقوا الى رشدكم قبل ان تحل لعنة هذا الشعب عليكم .
اللهم بلغت … اللهم فاشهد


التعليقات مغلقة.