كمال الدولي… رياضي من طراز سوداني رفيع

كمال الدولي… رياضي من طراز سوداني رفيع
  • 22 يونيو 2025
  • لا توجد تعليقات

الواثق عبدالرحمن

أفراح نادي الاتحاد السعودي بتحقيق بطولتي الدوري وكأس الملك، والتي عمّت أرجاء جدة والعديد من المدن السعودية التي لا تخلو أي منها من مشجعين محبين لعميد الأندية السعودية، ظهرت من خلالها شخصية مميزة ومحبوبة لكل اتحادي، وهي شخصية الأخ كمال أبشر، الشهير بـ”كمال الدولي”.
كمال الدولي، تاريخ مجيد مع نادي الاتحاد، رافق معظم الإدارات، وقدم جلّ سني عمره وخبرته ومحبته وانحيازه الكبير للنادي الأصفر، الذي بادله حبًا بحب ووفاءً بوفاء، حتى أصبح أيقونة اتحادية مميزة وظاهرة، يشاغل هذا، ويضحك مع ذاك، ويلاطف الكل بروح سودانية لطيفة جعلته صديقًا ووالدًا للجميع.
أذكر قبل سنوات، ضمّنا حفل تكريم أقامته رابطة أبناء كوستي بجدة، وكان “الدولي” أحد المكرمين، وحينما اعتلى المسرح، خاطب الحفل بروح جزلة وحديث شيق جذاب. وأذكر قصته مع والدته، حيث ذكر أنه في إجازته السنوية، حمل معه العديد من التموينات والأغراض والأطعمة، ولم ينس شيئًا حتى “مرقة الدجاج”. وفي صباح اليوم التالي، صحا على صوت والدته تشحد من جارتها “طايوق”، وعندما أنكر عليها ذلك قائلاً: “يا أمي أجيب ليك كل شيء وتشحدي الطايوق من جارتنا؟”، ردّت بعبارة ملؤها المحنة والمحبة التي صُنعت خصيصًا للسودان:
“يا كمال يا ولدي، أنا الطايوق لو فتّشت في مطبخي ده بلقاهو، لكن بنتشاحد محنة.”
يا الله! تأملوا معي هذه العبارة “بنتشاحد محنة”… عبارة دسمة، يحفها الحب، ويتسورها الجمال السوداني من كل جانب. عبارة تؤكد كم هذا الشعب جميل ومترابط وحنون.
كمال الدولي، مثال يُحتذى في النجاح وتقديم النفس وإعلاء شأنها. مواظبة لسنوات طوال في خدمة ناديه الذي عشقه وأحبه، وتفانٍ في خدمة الكيان، وتعامل متوازن مع الجميع، حتى لكأنك تجزم أن القاسم المشترك في نادي الاتحاد هو كمال أبشر، الشهير بـ”الدولي”.
كما أن كمالًا يذكّرك في لطفه وظرفه وخفة دمه، وحركاته التي أصبحت شعارًا و“ترندًا رياضيًا” يقلدها العديد من الشباب والصغار، بل إن بعض لاعبي الاتحاد يحتفلون بطريقة كمال الدولي، كما فعل اللاعب “عوار” ذات هدف. يذكّرك بـ”ليق الخرطوم” أيام “باب الله” و“الخزين”، ويذكّرك بدار الرياضة أم درمان وظرفائها، وقصص وحكايات كمال أفرو، وفيصل جقود، وطاقم الونس الكروي الماتع.
شكرًا كمال الدولي، وأنت تقدم نفسك كشخصية سودانية رياضية جديرة بالحفاوة والاحترام والتكريم. وحسنًا فعلت مجموعة رابطة مصطفى سيد أحمد بجدة، وهي تكرّم هذا الرمز الرياضي الجميل، كمال الدولي. فلها وله جزيل التحايا ووافر التقدير.
هتاف أخير:
قولوا ليها
إن حرشت الأزاهر تنتظر ساعة مجيها
وإني كلمت الخطاوي تشيل مناي وتودي ليها
وإني بيها
ببقى زول ممهول وناهض
بقطع الصحراء وأجيها
وبمشي للبحر البشاغل كل مسارب الدهشة فيها
— واثق

نقلا عن آكشن سبورت

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*